العيون الآن.
تشهد مدينة العيون خلال شهر رمضان المبارك حركية اجتماعية متميزة، حيث تتعزز قيم التكافل والتضامن من خلال مبادرات إنسانية تستهدف الفئات الهشة والمحتاجين. وفي هذا السياق، برزت مبادرة “يا باغي الخير أقبل” كنموذج مضيء يجسد روح التطوع والعطاء، بعد أن انطلقت من جلسة أصدقاء في مقهى ماكارينا بشارع الخمسين، لتتحول إلى مشروع خيري واسع النطاق يخدم مئات الأسر المحتاجة.
بذرة خير نمت بفضل المحسنين وشباب التطوع
بدأت الفكرة من جلسة جمعت المدون والسينمائي إبراهيم الزوالي وأصدقائه، حيث راودتهم فكرة تقديم وجبات إفطار للفئات المعوزة، لكن لم يكن أحد يتوقع أن تتحول هذه الفكرة إلى مبادرة رائدة تلقى دعما واسعا من المحسنين. ما ميز هذه المبادرة عن غيرها هو الثقة الكبيرة التي منحها المتبرعون للشباب القائمين عليها، والمعروفين بنزاهتهم ونقاء أياديهم، وهو ما عزز زخمها ومكنها من تحقيق إنجاز استثنائي.
لم تقتصر المبادرة على توزيع وجبات الإفطار في موقع معين، بل حرصت على تقديم ما يقارب 1300 وجبة يوميًا مع نقلها مباشرة إلى منازل المستفيدين، حرصًا على كرامتهم وتجنبًا لأي إحراج. هذه الخطوة الإنسانية جعلت من المبادرة نموذجًا يُحتذى به في العطاء المنظم والاحترافي، حيث تم تسخير كل الوسائل المتاحة لضمان وصول الوجبات إلى مستحقيها بسلاسة وكرامة.
في زمن تتسارع فيه الحياة وينشغل الناس بملذاتها، تؤكد هذه المبادرة أن الخير لا يزال متجذرًا في النفوس، وأن هناك من يسعى بصدق لإحداث فرق حقيقي في حياة المحتاجين. إن “يا باغي الخير أقبل” ليست مجرد حملة توزيع وجبات، بل حركة اجتماعية تلهم الشباب للانخراط في العمل التطوعي، وتذكّر الجميع بأن العطاء لا يقتصر على المال فقط، بل يمتد إلى الجهد والوقت والإخلاص.
لا يسعنا في الختام إلا أن نحيي شباب مدينة العيون، الذين أعادوا إحياء روح التطوع وزرعوا قيم العطاء في جيل جديد. هذه المبادرة لم تكن لتنجح لولا إرادة الخير التي جمعت بين المتطوعين والمحسنين في سلسلة إنسانية رائعة، أثبتت أن عندما تتوفر النية الصادقة والتوكل على الله، فإن المستحيل يصبح ممكنا، والجهود الصغيرة تتحول إلى مشاريع عظيمة تغير حياة الناس.
“يا باغي الخير أقبل”.. رسالة مفتوحة لكل من يرغب في المساهمة في الخير، فالباب لا يزال مفتوحا لمن يريد أن يكون جزءا م ن هذا العطاء المبارك.