العيون الآن.
حمزة وتاسو / العيون .
في قصة مؤلمة تختزل معاناة أسرة بين السمارة وطانطان والدار البيضاء تروي أخت الشاب عماد العشابي، في تصريح خاص لجريدة العيون الآن تفاصيل ليلة لم تغادر ذاكرتها منذ يوم الأحد الماضي، حين جرى اعتقال أخيها عماد وثلاثة من أصدقائه في الدار البيضاء، على خلفية مظاهرات جيل Z التي رفعت شعارات العدالة الاجتماعية وتحسين التعليم والصحة.
تقول الأخت بصوت يملؤه القلق: “تم إخبار والدي في نفس الليلة أن عماد معتقل، فسألهم ماذا فعل؟ فأجابوه: كان واقفا في المظاهرة، قال لهم والدي هل أتي؟ قالوا لا”، ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلة العائلة مع الخوف والضياع، فالمسافة الطويلة بين طانطان والدار البيضاء جعلت التواصل شبه مستحيل، فيما يعيش الوالدان حالة من الرعب النفسي لا يعلم مداها إلا الله.
تتابع الأخت بحرقة: “إلى حدود يوم الإثنين لم يفرج عن أخي وتمت إحالته إلى محكمة الاستئناف ثم المحكمة الجنائية بتهمة عرقلة السير استنادا إلى الفصل 951، رغم أنه كان بعيدا عن مكان المظاهرات، وهذا موثق في أحد المنابر الإعلامية لحظة اعتقاله”.
عماد البالغ من العمر أربعة وعشرين عاما، شاب مسالم مستقر في الدار البيضاء بعدما حصل على عمل في شركة متخصصة في التصميم والجرافيك، ساعيا إلى بناء مستقبله ومساعدة والده الجندي المتقاعد والمصاب بداء السكري، لكن أحلامه توقفت عند بوابة سجن عكاشة، حيث يقبع اليوم بتهمة تصر عائلته على أنها ملف ملفق واعتقال ظالم.
تقول الأخت بأسى: “أخي لم يخرب لم يعرقل، ولم يقاوم لحظة اعتقاله لأنه ببساطة لم يفعل شيئا عماد شاب طموح وهادئ، لكنه وجد نفسه فجأة خلف القضبان فقط لأنه كان هناك”.
تعيش الأسرة اليوم على وقع الانتظار الموجع، بين أم أنهكها الحزن، وأب يواجه المرض والعجز، لا لشيء سوى لأن ابنهم أراد أن يعيش بكرامة، وأن يطور من نفسه في وطن حلم أن يمنحه فرصة لا زنزانة.
قضية ابن السمارة عماد العشابي تفتح بابا واسعا للأسئلة حول الحدود بين حرية التعبير وممارسة الحق في الاحتجاج، وبين التهم الجاهزة التي تطال شبابا خرجوا دون سلاح سوى أصواتهم، ويبقى السؤال معلقا هل ستنصف العدالة شابا لم يحمل سوى طموحه، أم سيدفن حلم جديد خلف أسوار عكاشة ؟











