العيون الآن
الحافظ ملعين//العيون
المغرب..مرشح قوي للانضمام إلى مجموعة بريكس بفضل مقومات اقتصادية واستراتيجية..
أعلن يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي للشؤون الدولية، أن المغرب أدرج ضمن قائمة تضم 20 دولة تسعى للانضمام إلى مجموعة بريكس. ويأتي هذا الإعلان في سياق اهتمام دولي متزايد بموقع المغرب الاستراتيجي ومساهماته الاقتصادية البارزة، رغم أن المملكة لم تقدم بعد طلبا رسميا للانضمام. ويذكر أن المغرب يشارك بالفعل في الاجتماعات الاقتصادية الوزارية للمجموعة، مما يعكس اهتمامه بالتعاون مع هذا التكتل العالمي المتنامي.
يتمتع المغرب بمقومات اقتصادية واستراتيجية تجعله مرشحا واعدا للانضمام إلى مجموعة بريكس. فمن الناحية الجغرافية، يعتبر المغرب بوابة استراتيجية تربط إفريقيا بأوروبا، كما يطل على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، مما يعزز مكانته كمركز لوجستي عالمي. إضافة إلى ذلك، يشهد المغرب استقرارا سياسيا وأمنيا نادرا في المنطقة، مما يجعله بيئة جاذبة للاستثمارات الدولية.
على الصعيد الاقتصادي، يعد المغرب أحد أبرز الدول الإفريقية في مجال الصناعات المتقدمة، مثل صناعة أجزاء الطائرات والسيارات، إضافة إلى استثماراته المتزايدة في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية والريحية. كما يتمتع بثروات طبيعية هامة، أبرزها الفوسفات، الذي يعتبر المغرب أكبر مصدر عالمي له. كل هذه العوامل تساهم في جذب رؤوس الأموال الأجنبية وتعزيز مكانة المغرب على الساحة الاقتصادية الدولية.
الإصلاحات الداخلية التي اعتمدها المغرب في السنوات الأخيرة تعد من أبرز عناصر قوته. فمن خلال تحسين بيئة الأعمال وتطوير البنية التحتية وإصلاح المنظومة القضائية، أصبح المغرب وجهة مفضلة للشركات العالمية. كما يعزز نجاح المملكة في الفوز باستضافة كأس العالم 2030 بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال من مكانتها كفاعل دولي مؤثر قادر على تنظيم فعاليات عالمية كبرى.
وفي ظل هذا المشهد، تبدو إمكانية انضمام المغرب إلى مجموعة بريكس خطوة منطقية تدعم توجهه نحو تعزيز شراكاته الاقتصادية والسياسية. ومع تزايد اهتمام القوى الكبرى باندماج المغرب في المنظومة الاقتصادية العالمية، فإن دوره المستقبلي في التكتل قد يساهم في رسم ملامح جديدة للتعاون بين الشمال والجنوب.
