البوليساريو…حليف إيران الخفي

محرر مقالات3 يوليو 2025
البوليساريو…حليف إيران الخفي

العيون الآن.

 

حمزة وتاسو / القصيبة.

 

في ظل التصعيد المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، ومع ترقب العالم لما ستؤول إليه الهدنة الهشة بين إسرائيل وإيران، تتعالى في الغرب أصوات سياسية وأمنية تطالب باتخاذ خطوات أكثر حزما تجاه التهديدات الإيرانية غير التقليدية، وفي مقدمتها الجماعات الوكيلة لطهران المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم، وعلى رأسها جبهة البوليساريو في شمال إفريقيا.

 

وحسب تحليلات غربية متطابقة فإن إيران بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي أضعفت قدراتها العسكرية التقليدية، بما في ذلك تدمير مخزون كبير من صواريخها الباليستية، قد تلجأ مجددا إلى تفعيل شبكاتها من الميليشيات المرتبطة بها، لتعويض خسائرها وإعادة ضبط توازن الردع مع خصومها الإقليميين والدوليين.

 

وتبرز جبهة البوليساريو التي تتلقى دعما عسكريا ولوجستيا من إيران وحزب الله، كواحدة من أبرز هذه الأذرع إذ تتهم بتنفيذ هجمات ضد المغرب، آخرها استهداف مدنيين قرب مخيم تابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى إحباط مخططات لاستهداف بعثات دبلوماسية إسرائيلية في المملكة.

 

وتشير تقارير استخباراتية إلى تنسيق متزايد بين الجبهة وعدد من الفصائل المدعومة من طهران، في ما ينظر إليه كجزء من مشروع “محور المقاومة” الذي تسعى إيران لتوسيعه من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا، مرورا بغزة ومرتفعات الجولان.

 

وفي السياق ذاته اتخذ مشرعون أمريكيون في الكونغرس خطوة متقدمة من خلال الدفع نحو تصنيف “البوليساريو” كمنظمة إرهابية، في خطوة تعكس القلق المتنامي من أنشطة الجبهة وتحالفاتها المتطرفة، وينتظر أن تحذو المملكة المتحدة حذو واشنطن، لا سيما بعد إعلان دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، وحرصها على تعزيز شراكتها الأمنية والاستراتيجية مع الرباط.

 

وبينما تحافظ الحكومة البريطانية حتى الآن على موقف حذر من مجريات الحرب بين إسرائيل وإيران، فإن مراقبين يرون أن تهديد المصالح البريطانية في المنطقة من طرف وكلاء إيران ومن بينهم البوليساريو يستدعي مراجعة جادة للسياسات الأمنية، واتخاذ خطوات استباقية لحماية الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية للمملكة المتحدة في شمال إفريقيا.

 

يذكر أن المغرب يدير أقاليمه الجنوبية منذ وقف إطلاق النار سنة 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة، ويحظى بدعم متزايد من قوى دولية كبرى على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، في ما يتعلق بمقترحه للحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

الاخبار العاجلة