العيون الآن.
يوسف بوصولة / العيون.
أفادت مصادر إعلامية إسبانية أن المغرب يستعد لفتح معبر تجاري جديد يربط مدينة السمارة بموريتانيا، على مسافة تمتد إلى 53 كيلومترًا، بهدف تحسين الربط التجاري بين البلدين وتخفيف الضغط على معبر الكركرات.
وذكرت صحيفة “لاراثون” الإسبانية أن المشروع بلغ مراحل متقدمة، حيث لم يتبق سوى تثبيت الإسفلت ليصبح الطريق جاهزًا. وكانت الأشغال قد انطلقت في فبراير 2024، تحت إشراف القوات المسلحة الملكية المغربية.
هذا المشروع أصبح ممكنًا بفضل توسعة الجدار الرملي عقب العملية التي نفذها الجيش المغربي يوم 13 نوفمبر 2020 بالكركرات، لتأمين الحدود مع موريتانيا ومنع توغلات عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية.
وأشارت المصادر إلى أن القوات المسلحة الملكية ستتولى تأمين الطريق ضد أي تهديدات محتملة من قبل مليشيات الجبهة الانفصالية، مع الاعتماد على الطائرات المسيرة لمراقبة الطريق على امتداد 53 كيلومترًا.
تم الإعلان عن هذا المشروع لأول مرة في سبتمبر 2018، من طرف وزير التجهيز والنقل السابق عبد القادر عمارة، خلال زيارته لمنطقة العيون الساقية الحمراء. إلا أن الظروف السياسية والأمنية حينها حالت دون تنفيذه.
ومع التغيرات التي شهدتها المنطقة بعد العملية الأمنية بالكركرات عام 2020، تغير الوضع بشكل جذري، حيث فقدت جبهة البوليساريو قدرتها على الوصول إلى المناطق التي كانت تسميها “الأراضي المحررة”. وتشير تقارير إلى أن الجبهة خسرت حوالي 40 كيلومترًا مربعًا من هذه الأراضي.
يُتوقع أن يساهم هذا المعبر الجديد في تعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب وموريتانيا، وتيسير حركة التجارة والسلع في المنطقة، مما يعكس رؤية المغرب لتطوير الأقاليم الجنوبية وتحويلها إلى بوابة للتكامل الإقليمي. كما يُعد المشروع خطوة استراتيجية لتعزيز السيادة المغربية على المنطقة ودعم التنمية المستدامة فيها.