العيون الان
بقلم: الاستاذ يوسف بوعنيس
أدهشتني و هي تخطو واثقة المسير بأناقة قل نظيرها في زمن الاقنعة الكاشفة لكل قبح اسفا .لم يتجرأ خلاني الجالسين على انصاف الياجور امام محل مقفل لبيع التموين، الوافر الضلال في قر القيلولة، لم ينبسوا ببنت شفة ولا نظرة عين داعرة تجاه المكبولة على غير العادة مع المارات قبلها لقاعة حفلات في ركن الحي الشمالي .
جديرة بالاحترام هي ،فلمكبولة تلك الشابة العانس التي شارفت على الاربعين او يزيد إعتكفت لسنوات في محرابها الوجودي، في بيتها بمنزل اهلها الفسيح ببهو واسع و باب خارجي مفتوح دوما تترائ لك منه طبائع اهل الرحل و اتيكيت المدينة في تناغم فريد الانسجام ،اول ما يثيرك هو المطفية او الصهريج الاسمني المدفون الناتئ، بفتحة صغيرة بغطاء حديدي يعلو بهو المنزل في إلتزام عشقي للغدير و حمرته الاخآدة و سحره المكنون في كؤوس شاي محلية بها يستقيم المقام و يحلوا سمر الاهالي بين تلك الجدران، التي غطت بفضاضة و عشوائية وفهم قاصر لنزهة العين وأفق مداخن سفن الاطلسي و أصيله لآسر.
في تلك الرقع الاسمنتية لازلت ترى بيوتا تؤم بعنف مناجل مزهوة في اغمادها مع فؤوس و معاول في بيوت فوق السطوح و المعبئة بأكياس من الاعلاف المستوردة ذرة كانت ام شعير و مستطيلات الفصة الخضراء، و شباك تبن من فائض بيادر متناثرة هناك في بقع صحراوية اصرت على العطاء وثغاء صباحي لخراف في الحوش المجاور في محيط لا يفهمه سوى المكتوون بعبق البداوة سحر فضاءاتها الرحبة .
لم تخلوا حياة لمكبولة من خطاب و طلبي الزواج بل الكل اصبح نافرا منها وجازما بفوات الاوان بل وفاتها القطار و ” الكطار ” واصبحت المسكينة في ذلك الركن المنسي من النساء أو هكذا خيل لهم !!!!
كان حبها الدفين و اخلاصها السرمدي ل خطري ملهما لها في أيام القرح و هي تتحاشى تحايا صديقاتها المتزوجات و كلام بئيس من جارات لم يسلم من نميمتهن و لمزهن انس و لا جن .
لكن أمنت بأن الرازق واحد و ان للحب خلاص أبدي سينجلي بقرب اللقاء و ما اللقاء الا للحبيب الاوحد ولم شمل روحين باعدت سنوات الاعتقال الظالم لخطري ذلك الحلم و اجهضته الى حين ، تدكرت تلك الاحاسيس بقرب اللقاء و هي تجاري غمزات اخريات نحوها من طاولة هناك في قاعة “الاعراس ”
لم تعرف بالضبط حينها او هو غداء ام عشاء .ام حفلة تنكرية، ظابط ايقاعها شيغ يشدو هلى اوتار تيدينيت ” يا ربي عرس ذا لباكي”