العيون الآن.
يوسف بوصولة / العيون
تواجه إسبانيا أزمة غير متوقعة في قطاع المواشي، بعدما أثر قرار المغرب بلغاء ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى المقبل بشكل مباشر على المزارعين الإسبان الذين يعتمدون بشكل أساسي على تصدير الأبقار والأغنام إلى المملكة خلال هذه الفترة من العام.
بحسب تقارير نشرتها صحف إسبانية فإن المزارعين الإسبان الذين كانوا يستعدون لتصدير آلاف رؤوس الأغنام والعجول إلى المغرب لم يعد بإمكانهم تصريف هذه الكميات، مما تسبب في تراكم الفائض في المزارع الإسبانية وخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق المحلية.
أنطولين ألونسو تاجر مواشي إسباني قال لصحيفة “لا جازيت” الإسبانية:
“المغرب توقف عن الشراء وهذا واضح. تعتمد قيمة الماشية لدينا على حجم الصادرات، وأي تراجع في الطلب المغربي يؤدي مباشرة إلى انخفاض أسعار المواشي.”
من جهته، عبّر التاجر أنطونيو غارسيا عن قلقه قائلاً:
“نحن متوقفون تماما، لا نعرف ماذا سنفعل بالخراف التي تزن 45 أو 50 كيلوغرامًا.”
وكان المغرب قد سمح في السنوات الماضية باستيراد المواشي الحية لسد النقص الحاصل في القطيع المحلي، خصوصا في ظل تراجع أعداده بنسبة 38% هذا العام مقارنة بعام 2016. وقد لجأ المغرب إلى أسواق خارجية أبرزها إسبانيا، رومانيا، وأستراليا، حيث كان يخطط لاستيراد 100 ألف رأس من الأغنام الحية.
لكن بالنظر إلى الأزمة التي يمر بها القطيع الوطني، جاء القرار الملكي بإلغاء شعيرة الذبح هذا العام، وذلك لعدة أهداف: الحفاظ على القطيع المحلي من سلالات مغربية مهددة. إتاحة الفرصة لتعافي أعداد الماشية بعد التراجع الكبير. حماية القدرة الشرائية للمغاربة في ظل ارتفاع الأسعار والمضاربات
مع ركود الصادرات إلى المغرب، بدأت أسعار الأغنام في الانخفاض داخل إسبانيا، حيث أكد المزارع سيليستينو مارتن أن: “بعد قرار المغرب، أصبحت الأغنام الثقيلة في وضع أسوأ.”
ويعتمد المزارعون الإسبان تقليديا على السوق المغربي كمتنفس اقتصادي لتصريف كميات كبيرة من المواشي خلال عيد الأضحى، مما يساعد في الحفاظ على استقرار الأسعار داخل إسبانيا. لكن مع هذا القرار المفاجئ، يجد المصدرون الإسبان أنفسهم أمام مخاوف من انهيار الأسعار وتكدس الفائض، ما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة للقطاع.