الشباب وثقافة الفيس بوك… من نقل الخوف في صفوف الفقراء الى زرع الرعب في نفوس المسؤولين

مدير الموقع5 أكتوبر 2019
الشباب وثقافة الفيس بوك… من نقل الخوف في صفوف الفقراء الى زرع الرعب في نفوس المسؤولين

العيون الان

الشباب وثقافة الفيس بوك…من نقل الخوف في صفوف الفقراء الى زرع الرعب في صفوف المسؤولين.

شكل الفيسبوك منذ وصوله بين أيدي الجيل الجديد فضاءا يعج بأقلام شابة متطلعة للتغيير، ولطالما أخافت باصواتها انظمة فاسدة انطلقت من معركة إعلامية وثقافية عبر تنوير وتوعية مستعمليه بمختلف القضايا والمستجدات، حيث شكل هذا الفضاء سندا لأصوات نقدية في معركتها ضد مؤسسات اتسمت بالفوضى واتهمت بالفساد واقتصادات هشة مبنية على الرشوة، إذ استطاعت منصّات الفيسبوك أن تنقل الخوف من قلوب الفقراء ومستعمليه، لتزرع الرعب في قلوب المسؤولين، إذ يشكل جلوس الآلاف من الشبان والشابات وراء الشاشات أمرا يقلق بعض المسؤولين وأصحاب القرار لما له من دور هام في تحسيس المتابعين وتوعيتهم بالمرحلة وتوحيد المطالب، كما عرّت بعض الصفحات واقع الفساد ولعب دور هام في إشعال العديد من الثورات المطالبة بالتغيير .
لطالما شكلت مواقع التواصل الإجتماعي بشكل عام والفضاء الأزرق بشكل خاص محطة متابعة كبار المسؤولين والسياسيين، لرصد انجازاتهم ومتابعة إخفاقاتهم ، واستقبال انتقادات مستعمليه، فأصبح العديد من كبار المسؤولين يتابعونه ويجندون منصات أخرى لتغطية فسادهم، فالأحزاب السياسية هي الأخرى وجدت ضالتها في العالم الأزرق، وجنّدت أتباعها ومتعاطفيها وعبأتهم بنشر كل الأخبار والصور الحقيقية والمفبركة عن خصومها. في هذا الفضاء الإفتراضي، استطاع المعارض أن يبدي بآرائه السياسية المخالفة للسلطة الحاكمة، واستطاع المناضل أن يعبّر على رأيه ومبدأه، وتمكّن أشخاص من ذوي الثقافة البسيطة أن يراكموا كماً لا بأس به من المعلومات وأن يستفيدوا في كثير من المواضيع والقضايا.
بالمقابل تطور الفيس بوك وتحول الى مكان يستعمله البعض كوسيلة لإفراغ همومهم وأحزانهم ، حتى تعلقت أمالهم بهذا الفضاء وزادت حريته المطلقة في استعمال هذا العالم الأزرق.
لعل الدافع وراء كتابة هذه المقالة ليس هو النقد، لكن أردنا من خلالها أن نتطرق لإشكالية هامة ظهرت وتطورت داخل هذا الفضاء الأزرق، فأغلب الشباب يقضون ساعات طوال خلف هواتفه المحمولة دون استخدام الإنترنت بشكل غير مجدي، وتحديداً وسائل التواصل الإجتماعي، حيث يغيب التفاعل الموضوعي والنقاش الهادف وتنعدم المعلومة الصحيحة.
وما يزيد من خطورة الأمر هو غياب الإستفادة داخل هذه المنصة، وانعدام تبادل المعلومات والأراء، والإقتصار فقط على إكتساب معظم هذا الجيل ثقافة جديدة عبر وسائل التواصل الإجتماعي كان من الأحرى إكتسابها عبر قراءة الكتب أو متابعة برامج تلفزيونية أو إذاعية أكثر فائدة وأعمق أثراً، وهي قضاء ساعات طوال داخل الفضاء الأزرق دون الخروج بأية إستفادة أو إفادة، لتبقى ثقافة التواصل والتعارف واكتساب أصدقاء جدد والإستمتاع بباقات اخر الفيديوات ومتابعة بعض الصور ونشر المقولات التاريخية… أهم مظاهر استعمال وسائل التواصل الإجتماعي.

ومع إيماني العميق بأهمية وسائل التواصل الإجتماعي ودورها الهام في التواصل والتعارف وتقريب المستخدم من مجموعة من الخدمات التي يمكن ان يقضيها بسرعة، خصوصاً ان هذه الوسيلة تساعد الكثيرين على اقتناء منتوجات عبر الفيسبوك، أو تأسيس مجموعات خاصة بالطلبة لمعرفة نمادج الإمتحانات وخلق دردشة أكاديمية بين المتعلمين، لكن لازال النقاش الحقيقي وإثارة بعض المواضيع الهامة عنصر غائب داخل هذه المنصة، يبقى للفيس بوك دورا هام في مراقبة العديد من انجازات واخفاقات بعض المسؤولين، فالكثيرين منهم يتابعون يوميا تدوينات منتقديهم حتى تطور عمل البعض داخل هذه المواقع بابتزاز المسؤولين والمنتخبين حتى لا يدون عليهم او مقابل مسح تدوينة أو تصحيحها.

الاخبار العاجلة