العيون الآن
وشهد شاهد من أهلها..المدون محمود زيدان يكتب..ماذا ينتظر البوليساريو (1) ؟
قد يكون الكلام مكرر و “ماسخ” حد انه لا يوجد شخص اليوم بات يستسيق الكلام حول الوضع الداخلي الذي تعيشه الجبهة سواء على مستوى اذرعها الامنية او حتى كابينة صناعة القرار التي تفككت الى اجزاء منذ انتقال الزعامة لإبراهيم ذات صيف مشؤوم , وهذا في حد ذاته مؤشر خطير لحالة الاحباط الشعبي التي اصبحت عليها صورة البوليساريو حتى بين اقرب بقايا المؤمنين بان التغير سيطال اساليبها لكن هيهات الامر يزداد سوءا و حالة التفكك و التشرذم الداخلي وصلت مستوى جد متقدم وبات من غير الممكن التنبؤ باي انفراج للازمة السياسية و الامنية التي تعيشها الجبهة منذ اربع سنوات تقريبا
فلبوليساريو اليوم وفي وضعها الحالي امام خيار وحيد ويتيم ولعله هو طوق النجاة الانسب والمتناسب مع وضعها وهو اعلان الانسحاب كليا من اي اعمال عسكرية تجاه المغرب و القبول بإعادة الوضع الامني للمناطق المحررة باستثناء الكركرات و التويزكي طبعا لان الامر حسم هناك لصالح المغرب ولا يوجد ما يضغط عليه للتراجع عن مكاسبه على الارض خصوصا انه سوق لها داخليا و خارجيا مما يصعب مهمة ارغامه او حتى انخراطه في اي دعوة للانسحاب من تلك المناطق وهذا امر يجب تقبله و التعايش معه تماما كما تعايشت الجبهة مع فقدانها للعيون و السمارة وبوجدور و الداخلية وكل مدن الاقليم التي ضمها الحزام المغربي طلية 49 سنة هذه النقطة الاولى هو جوهر اخراج البوليساريو من ازمتها الداخلية و بها فقط يمكن اعادة ترتيب الاوراق و الانطلاق في مرحلة جديدة “قد” تسمح للبوليساريو بالعودة الى اخذ مكانها الطبيعي في العملية السياسية التي خرجت منها كليا بعد مغامرة الثالث عشر من نوفمبر 2020
وقد يأتي المرجفون بحديث عليه زيت الشعارات الذي لم يعد يغني عن عطش المخيم و لا شراسة حرس الحدود الجزائري في تفتيش و ارهاق الخارج و الداخل ثم ينصبون انفسهم حرسا على مبادئ ثورة قادتها هم اول من خان مبادئها , لــكن لا ضير لنكمل تشريح الوضع علنا نوضح الصورة و نسهم في اخراج هيكل الحركة من ألزاز الوحل الذب اغرقها غالي و ربعه فيه و لا اجد رجل رشيد بين قومي سيختار الاستمرار في هذه المرحلة بهذه الإمكانيات الا الذين غلبت عليهم شقوتهم
لــكن تتفق او تختلف ان البوليساريو اليوم خارج المعادلة وان السبيل الوحيد لإعادتها الى المشهد هو احداث ثورة داخلية ومراجعة مرتكزات واهداف الحركة وعلى راسها سياقة تعريف قانوني وأخلاقي لكل تحالفات الحركة وعلى راسها الجزائر التي تتحكم في مؤسسات الحزب بشكل عرفي خلق نوع من الفراغ في الأدوات وقصور في الأداء بسبب تلفنونات السكتور و تحكم مجموعة من الضباط المراهقين في مصائر الناس …
محمود زيدان