العيون الآن
طارق أخراب //العيون
وزيرة الثقافة الفرنسية تشيد بدور التحالف الفرنسي بالعيون وتؤكد دعمها للثقافة في الأقاليم الجنوبية..
في زيارة تعكس عمق التعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا قامت وزيرة الثقافة الفرنسية اليوم بزيارة إلى مكتبة محمد السادس الوسائطية الكبرى بمدينة العيون، حيث أعربت عن إعجابها الكبير بالمستوى الثقافي والتنموي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤكدة أن فرنسا حاضرة بقوة لدعم هذا الديناميكية الثقافية خلال لقاء اعضاء التحالف الفرنسي بالعيون.
في كلمتها بالمناسبة أشادت الوزيرة الفرنسية بـمكتبة محمد السادس الوسائطية، التي تعد ثاني أكبر مكتبة في المغرب من حيث الحجم والمحتوى، واصفة إياها بـ”المكان الرائع” الذي يعكس حجم الاستثمارات المغربية في تطوير البنية التحتية الثقافية والتعليمية. كما أعربت عن إعجابها بسرعة التطور الذي تشهده الأقاليم الجنوبية، مشيرة إلى أن ذلك يستجيب لحاجيات حقيقية في التنمية الاقتصادية، والسياحية، والتعليمية، والثقافية.
وأكدت أن هذه الزيارة تأتي لتنزيل رؤية الرئيس الفرنسي الذي أعلن خلال زيارته الرسمية للمغرب في أكتوبر الماضي عن التزام بلاده بدعم المشاريع الثقافية، مشيرة إلى أن هذا الالتزام يتحول اليوم من مجرد إعلان إلى واقع ملموس.
وشددت الوزيرة على أن فرنسا تعتبر المغرب بوابة نحو العالم معبرة عن سعادتها لكون الطلاب المغاربة يشكلون أكبر جالية طلابية في فرنسا. كما أكدت أن باريس تسعى لتعزيز التبادل الثقافي والفني بين البلدين، عبر توفير تسهيلات للحصول على التأشيرات للفنانين والمواهب الشابة، مشيرة إلى أن فرنسا فتحت المجال منذ سنة لاستقبال الفنانين والمبدعين المغاربة ضمن برامج تبادل ثقافي.
كما أبرزت الوزيرة أن فرنسا ستعزز حضورها في الأقاليم الجنوبية من خلال دعم التحالف الفرنسي الذي سيكون بمثابة مركز موارد مهم للطلاب الفنانين، والفاعلين الثقافيين والاقتصاديين، مما سيمكن من تطوير معارفهم وتبادل الخبرات في مختلف المجالات الإبداعية.
لم تقتصر تصريحات الوزيرة على الجانب الثقافي التقليدي، بل تطرقت إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في الصناعات الثقافية والإبداعية، مشيرة إلى أن فرنسا عقدت مؤخرا مؤتمرا دوليا حول الذكاء الاصطناعي في باريس، حضره ممثلون عن شركات مغربية ناشئة في هذا المجال.
وأكدت أن هذا التحالف الفرنسي الجديد يمكن أن يكون منصة لتطوير مشاريع تكنولوجية متقدمة في مجالات القراءة السينما، الصوتي البصري، والإعلام، داعية إلى استثمار هذه الفرص لتعزيز التعاون بين المبدعين والتقنيين في البلدين.
في ختام كلمتها، شددت الوزيرة الفرنسية على أن المغرب يتقدم بسرعة في مجال الصناعات الإبداعية والثقافية، مشيرة إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي السابقة كشفت عن التطور الكبير الذي يعرفه المغرب في قطاع ألعاب الفيديو (Gaming)، مما يفتح الباب أمام شراكات جديدة لتعزيز هذا المجال الواعد.
وأعربت عن امتنانها لوزير الثقافة المغربي محمد المهدي بنسعيد، على دعوته ودعمه المتواصل لهذا التعاون الثقافي، مؤكدة أن زيارتها ليست مجرد “زيارة بروتوكولية”، بل تحمل محتوى حقيقيا يعكس التزام فرنسا بدعم المشاريع الثقافية والإبداعية في الأقاليم الجنوبية.
تشكل هذه الزيارة رسالة سياسية وثقافية قوية تؤكد على عمق الشراكة المغربية الفرنسية في المجال الثقافي، وتعزز مكانة الأقاليم الجنوبية كمركز ثقافي واقتصادي متكامل. فمع هذا الدعم الفرنسي ومع استثمارات المغرب المتواصلة، يبدو أن العيون والداخلة وباقي مدن الجنوب ستتحول إلى مراكز إبداعية متطورة، تعكس رؤية المغرب الطموحة للنهضة الثقافية والتنموية.
ويذكر أن اللقاء حضره عامل إقليم بوجدور نيابة عن والي الجهة وشخصيات مدنية وسياسة وثقافية وعسكرية ورجال الإعلام.