هل بات المغرب القوة الدبلوماسية الأبرز داخل الاتحاد الإفريقي ؟

مدير الموقع16 فبراير 2025
هل بات المغرب القوة الدبلوماسية الأبرز داخل الاتحاد الإفريقي ؟

العيون الآن 

حمزة وتاسو / العيون.

هل بات المغرب القوة الدبلوماسية الأبرز داخل الاتحاد الإفريقي ؟

يواصل المغرب ترسيخ حضوره الفاعل داخل الاتحاد الإفريقي، متمسكا برؤيته الواضحة لمستقبل القارة ومساهما في رسم سياسات تخدم مصالح شعوبها، وفي قمة فبراير 2025 التي شكلت محطة أساسية لمناقشة قضايا السلم والأمن والاندماج القاري والتحديات المناخية والصحية، سجل المغرب حضورا بارزا بمبادرات تعكس التزامه الراسخ تجاه القضايا الإفريقية الجوهرية.

ومما لفت الانتباه خلال هذه القمة غياب أي إشارة لقضية الصحراء المغربية عن جدول الأعمال، وهو ما أكد توجه المنظمة الإفريقية نحو التركيز على الأولويات الحقيقية للقارة بعيدا عن استغلالها لخدمة أجندات ضيقة، وقد شكل هذا المعطى مصدر انزعاج لخصوم الوحدة الترابية في حين واصل المغرب دوره كطرف بناء يعزز الاستقرار والتنمية داخل الاتحاد.

وفي إطار جهوده الدبلوماسية والإنسانية، قدم المغرب مقترحا لوقف إنساني لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، وهو ما لقي إجماعا داخل مجلس السلم والأمن الإفريقي، ليؤكد بذلك مكانته كشريك موثوق في حل الأزمات الإقليمية، كما أعلن المغرب عن مساهمة نوعية لدعم الأمن الصحي في القارة، تأكيدا لالتزامه بنهج التعاون التضامني في مواجهة التحديات المشتركة.

ثماني سنوات مضت منذ استعادة المغرب لموقعه الطبيعي داخل الاتحاد الإفريقي، وهي فترة قصيرة بمقاييس المؤسسات متعددة الأطراف، لكنها كانت كافية ليعيد المغرب ترسيخ دوره المحوري داخل المنظمة، مستندا إلى رؤية ملكية استباقية جعلت من المملكة نموذجا يحتذى به في العمل الإفريقي المشترك، وقد اختير صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، رائدا للاتحاد الإفريقي في ملف الهجرة، كما احتضنت الرباط المرصد الإفريقي للهجرة في خطوة تجسد التقدير الدولي للمبادرات المغربية.

وفي مجال الأمن والسلم نالت المملكة ثقة الدول الأعضاء بانتخابها لولايتين في مجلس السلم والأمن الإفريقي، حيث تولت رئاسته في أكثر من مناسبة وأطلقت مبادرات استراتيجية لتعزيز الاستقرار والتنمية ويأتي “إعلان طنجة”، الذي تبنته القمة الإفريقية بالإجماع ليعكس نجاح المقاربة المغربية التي تربط بين السلم والأمن والتنمية، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق استقرار مستدام في القارة.

كما عزز المغرب حضوره داخل هياكل الاتحاد من خلال تواجد كفاءاته في مناصب قيادية داخل المفوضية الإفريقية، إلى جانب اضطلاعه بأدوار رئيسية في اللجان الوزارية والتقنية المتخصصة، مما يعكس الثقة التي يحظى بها على المستوى القاري.

وبروح العزم والمسؤولية يواصل المغرب مساره داخل الاتحاد الإفريقي، مستندا إلى إرثه التاريخي والتزامه الراسخ بالمساهمة في تحقيق نهضة القارة، فمن خلال رؤية ملكية حكيمة، يحرص المغرب على وضع المصالح الحيوية للمواطن الإفريقي في صلب الأجندة القارية والعمل على تعزيز حكامة الاتحاد، بما يكفل مواجهة التحديات الراهنة ورفع مكانة إفريقيا على الساحة الدولية.

Breaking News