العيون الآن.
يوسف بوصولة
شهدت مدينة فيرنون الفرنسية يوم الأحد 20 أبريل 2025 تنظيم نشاط ثقافي من طرف نشطاء محسوبين على جبهة البوليساريو الانفصالية تم تقديمه في الظاهر كاحتفال ثقافي لكنه سرعان ما انكشف على حقيقته كتحرك دعائي سياسي يسعى إلى الترويج لأطروحة الانفصال عن المغرب في تعارض صارخ مع مواقف المجتمع الدولي وعلى رأسه فرنسا، التي تدعم بشكل واضح مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي ودائم لنزاع الصحراء.
الحدث الذي جرى تنظيمه داخل قاعة المركز الجهوي للشباب والرياضة، أثار الكثير من علامات الاستفهام بشأن الأهداف الحقيقية وراءه، خاصة بعد ظهور مؤشرات على استغلال أطفال وشباب فرنسيين من أصول مغربية في نشاط يخدم أجندة سياسية تمس بسيادة بلدهم الأصلي. وقد تساءل مراقبون عما إذا كانت إدارة المركز أو بلدية فيرنون على علم بمضمون هذا اللقاء الذي تبنى بشكل غير مباشر خطابا انفصاليا موجها ضد وحدة أراضي المملكة المغربية الحليف الاستراتيجي لفرنسا في المنطقة المغاربية.
هذا النشاط يأتي في وقت تتعزز فيه المواقف الدولية الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب سنة 2007، باعتبارها حلا جديا وذا مصداقية للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء، وهي المبادرة التي عبرت فرنسا حكومةً ورئاسة عن تأييدها الكامل لها، من خلال تصريحات رسمية وتجديد مواقفها في المحافل الدولية.
وإن كان هذا الحدث قد مر في صمت نسبي داخل الأوساط الإعلامية الفرنسية فإن أبناء الجالية المغربية المقيمة بفرنسا عبروا عن استغرابهم من سماح بعض الجهات بتنظيم أنشطة ذات طابع سياسي في الفضاءات العمومية، تحت غطاء ثقافي، في حين أنها تنطوي على رسائل انفصالية واضحة تتعارض مع الموقف الرسمي للدولة الفرنسية، وتستفز مشاعر مئات الآلاف من المغاربة في فرنسا.
ومن هذا المنطلق، تدعو فعاليات جمعوية وحقوقية مغربية فرنسية إلى مزيد من اليقظة والتنسيق من أجل التصدي السلمي والمنظم لمحاولات التسلل السياسي التي تسعى إلى زرع خطاب الانفصال في قلب أوروبا. كما تشدد على ضرورة تعزيز تعبئة المجتمع المدني بما يعكس وحدة الشعب المغربي وتشبثه بسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
فالوحدة الترابية ليست مجرد قضية سياسية بل قضية شعب وهوية وتاريخ، لا يمكن التلاعب بها تحت أي غطاء.