العيون الأن : بقلم حمادي سركوح
الحسان مول الحانوت اللي حدانا، لايفقه شيئا عن التنمية البشرية ولايعرف اين تتواجد ماجوريل، ولا القطب الاجتماعي لايدري مايعنيه النمو الاقتصادي، ولا يعلم شيئا عن الصفقات التي تعقدها مؤسسات المدينة ورجالاتها مع جميع الاطراف المشاركة في هذه الدورة الثالثة عشرة.كل مايعرفه الحسان ومتأكد منه هو مايرتبه داخل القنطوار من سلع، داخل محله التجاري الحانوت ودفتر لكريدي، هو كذلك خبير في علم واش دازت ولا مازال اتكلم هنا عن الراتب، جميع البنوك يعلم بمواقيت صرفها لرواتب الموظفين وكل زبون إلا والحسان على دراية بالمؤسسة البنكية التي يتعامل معها، إلا أن الحسان لايعرف داعش ولا الأزمة العالمية ولانظرية التطور ولايعرف ماكرون ولا قانون ساكسونيا ولا عقل السحلية، ولا حتى أين تتواجد عمالة وبلدية المدينة، الحسان يقول دائما المحل زومتيمزكيدا بمعنى المحل هو الجامع أي تقديسه، على حد قوله… لكن كل ماحاولت أن أتكلم معه عن موسم الطنطان أو مايعرف بالعامية “المكار” أو تلك العبارة الشهيرة التي أطلقتها اليونيسكو بالثراث الشفهي اللامادي وثراث الرحل والصحراء او ثمنية ذالمليار بلغة الارقام، إلا وفتح فاه وعندما أنتهي من كلامي يصدني بالسؤال المحير والرسمي واللازمة الشهيرة، واش ماغاديش تخلص هاذ لحسيبة اللي عندك هنا؟ (وليبرالي امعلم بالحسان) وافهم من كلامه ان مااقوله وما أحاول أن أشرح له عن الموسم واشعاعه وشهرته العالمية والرواج الذي تعرفه المدينة خلاله، والإضافة التي تأتي بها هذه السهراااات على حد قولهم… ماهو إلا كلام في كلام وترهات فكل مايهم الحسان مول الحانوت هنا هو رزقو أي مدخوله الفردي، إذن كيف لمدينتي الطنطان ومؤسساتها ورجالاتها ومؤسسة المكار نفسها أن تشرح لي وتفسر لي كيف أقنع مول الحانوت واقنع العابر والزوار بأن هذه مدينتي الطنطان تحتضن الموسم رقم 13 وهي لازالت على حالها من بداية العد أي من الدورة 1 كيف يمكن أن نقنع الساكنة بأن لايبدروا المياه وان يحاولوا جمعها داخل أواني المطبخ كي يتسنى لهم استعمالها عند انقطاعه وبما سنقنع المرضى او نواسيهم ومستشفى الحسن الثاني اصبح محطة طرقية لإرسالهم الى المدن المجاورة… كيف يمكن ان نمنع نسائنا من تسلق لبوطو، وماتجمع المعطلين وخروجهم للشارع واحتجاجهم إلا دليل عن وجود خلل ما…! كيف يمكنني اخيرا أن أقنع نفسي وانا من أعدت مشاهدة فيلم كلاديتور لمرات عديدة وفي كل مرة أوقف الشريط عندما يجتمع مجلس روما مع الملك الشاب محاولين إخراج البلاد من الضغط والأزمة باقتراح الألعاب أي الهاء الشعب بالفرجة على المصارعة، فقط تحول كل هذا في مدينتي إلى التبوريد وسباق الهجن والسيرك وعبيدات الرمى والخليج ووووو ومصب وادي درعة…!
كل مانطلبه منكم الآن، والاهم من كل هذا هوأن يفهم مول الحانوت الحسان…كل مايتم طبخه في موسم المكار الطانطان…./.