العيون الآن
في مداخلة قوية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فضح مصطفى ماء العينين، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية المغربية-الإسبانية-اللاتينية (CEEMEL)، الانتهاكات الجسيمة للحريات الفردية في مخيمات تندوف جنوب الجزائر، مسلطًا الضوء على سياسات القمع والترهيب التي تنتهجها جبهة البوليساريو ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد المجتمع المدني.
وجاءت هذه المداخلة على هامش تقديم تقرير المقررة الأممية الخاصة المعنية بالحق في الخصوصية، حيث أكد ماء العينين أن سكان المخيمات يعيشون تحت رقابة ممنهجة تقوض حقوقهم الأساسية، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات لا تقتصر على خنق الأصوات المعارضة، بل تمتد إلى التستر على عمليات تحويل المساعدات الإنسانية، التي يتم الاستيلاء عليها من قبل قادة الجبهة بدلاً من توزيعها على المستضعفين.
وشدد ماء العينين على أن غياب الخصوصية في الاتصالات الرقمية داخل المخيمات يعرض المدافعين عن الحقوق الإنسانية لمخاطر جسيمة، حيث تؤدي هذه الرقابة إلى فرض رقابة ذاتية تمنع أي محاولة لكشف الانتهاكات أو المطالبة بالمحاسبة. ودعا إلى تدخل عاجل يضمن احترام الحق في الخصوصية داخل المخيمات، وتمكين السكان من العيش بحرية وكرامة بعيدًا عن مناخ الترهيب والقمع.
واختتم ماء العينين مداخلته بالتأكيد على أن إنهاء هذا النزاع المفتعل يظل الحل الأمثل لرفع المعاناة عن آلاف المحتجزين في تندوف، وتمكينهم من العودة إلى وطنهم الأم في ظروف تضمن كرامتهم وحقوقهم الأساسية.
