العيون الآن
يوسف بوصولة ـ العيون
احتضنت مدينة العيون ندوة نقاشية تحت عنوان “من التحرر إلى التمكين: رحلة لتعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في صنع القرار”، التي نظمها تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية بمشاركة نخبة من الفاعلات في الحقل الجمعوي والمدني بالإضافة إلى الحقوقيين، والأكاديميين . وجاء تنظيم هذه الندوة اتساقا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة والذكرى الثلاثين لإعلان منهاج عمل بيجين، الذي شكل محطة محورية في النضال العالمي من أجل المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
التحرر والتمكين.. مسيرة مستمرة 
افتتحت الندوة الدكتورة مينة لغزال، المنسقة العامة لتحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، التي شددت في كلمتها على أهمية النقاش حول المكتسبات المحققة والتحديات المستمرة التي تواجه النساء، خاصة في مجالات القيادة وتقليص الفجوة الاقتصادية والاجتماعية وكذا المساواة في المناصب العليا التي تصنع القرار.
ومن جانبها، أكدت الأستاذة لمينة خليل، عضو مجلس الشباب الأوروبي للتنمية البيئية وحماية المرأة، أن الانتقال من التحرر إلى التمكين ليس مجرد تغيير في المصطلحات، بل مسيرة طويلة من النضال لتحقيق الحقوق الأساسية، وكسر الصورة النمطية للمرأة. واستعرضت أبرز المكتسبات القانونية، ومنها إحداث هيئة المناصفة، ورفع تمثيلية النساء في اللوائح الانتخابية، إلى جانب تعزيز حقوقهن الاقتصادية والمهنية.
أما الأستاذة رفيقة اليحياوي، أستاذة جامعية بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، فقد تناولت المشاركة النسائية في الفضاء السياسي والاجتماعي والثقافي، مؤكدة أنها نابعة من التوجيهات الملكية السامية التي تعزز دور المرأة في مختلف المجالات. كما سلطت الضوء على ضرورة الانتقال من المشاركة الشكلية إلى التأثير الفعلي في بناء السياسات العمومية.
الإصلاحات القانونية وتمكين المرأة
في سياق الإصلاحات القانونية، ناقشت الأستاذة مريم العود، الباحثة في سلك الدكتوراه وإطار بوزارة الداخلية، التعديلات الجارية على مدونة الأسرة، مشيرة إلى المقترحات التي تهدف إلى رفع سن الزواج، وتقنين حالات التعدد، وإقرار حقوق متقدمة للمرأة في الحضانة والعمل المنزلي.
وفي مداخلتها، أكدت الأستاذة ليلى أميلي، رئيسة جمعية “أمل تربية حرة”، أن الاحتفال بالذكرى الثلاثين لمنهاج عمل بيجين يشكل فرصة لتقييم مدى تحقق توصياته، مؤكدة على الحاجة إلى سياسات عمومية أكثر شمولا تضمن تمكين المرأة في مختلف المجالات، لا سيما عبر إصلاحات قانونية جوهرية مثل حق المرأة في منح جنسيتها لأبنائها، وقوانين مكافحة العنف ضد النساء.
نحو مستقبل أكثر إنصافا
شهدت الندوة حضورا وازنا من الفاعلين الحقوقيين والاكاديميين بالإضافة إلى مجموعة من النساء الفاعلات بمدينة العيون في قطاعات ومجالات ذات الصلة، ما يعكس التنامي المتزايد للاهتمام بملف حقوق المرأة في الأقاليم الجنوبية. وتفاعل المشاركون مع المقترحات المقدمة، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتحقيق المساواة.
وفي ختام الفعالية، شدد المنظمون على ضرورة البناء على المكتسبات المحققة، والعمل على مواجهة التحديات المتبقية عبر إصلاحات مستدامة تضمن تعزيز دور المرأة في المجتمع، لا سيما في مجالات القيادة وصنع القرار.
