العيون الآن.
يوسف بوصولة
قبل أشهر قليلة من احتضان المغرب للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر “World Power-to-X Summit” المرتقبة في أكتوبر المقبل تتزايد وتيرة النقاشات الدولية حول نجاعة وجدوى هذا القطاع من حيث التكلفة والعائد. يأتي ذلك في وقت قطعت فيه المملكة خطوات متقدمة نحو بلورة استراتيجيتها الوطنية للهيدروجين الأخضر بإطلاق مشاريع كبرى في إطار “عرض المغرب”، باستثمار إجمالي يقدر بـ319 مليار درهم، واختيار أولى الشركات المستثمرة في هذا المجال.
في هذا السياق أوضح سمير الرشيدي مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) في تصريحات لمنصة “الطاقة”، أن القمة تنعقد في لحظة محورية من تطور سوق الهيدروجين الأخضر، حيث بات من الضروري الانتقال من وضع التصورات الاستراتيجية إلى تنفيذ مشاريع واقعية تستجيب للطلب الصناعي وتوفر آليات واضحة للشراء والتسويق.
وأكد الرشيدي أن المغرب يواكب هذا التحول العالمي بالتركيز على تعزيز تنافسيته في سلاسل القيمة الطاقية الجديدة، من خلال عرض استثماري يرتكز على مقومات واقعية بما في ذلك استغلال موارده الطبيعية في الطاقات المتجددة وتحلية مياه البحر، لتحقيق هدف إنتاج 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول عام 2030، في أفق بلوغ الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأشار المسؤول إلى أن المغرب يتوفر على ثلاث مزايا رئيسية تعزز مكانته في هذا المجال وهي إشعاع شمسي يفوق 3000 ساعة في السنة، وسرعات رياح مستقرة إلى جانب واجهة بحرية تمتد لأكثر من 3500 كيلومتر. كما أضاف أن القاعدة الصناعية المتقدمة للمملكة، خاصة في قطاعات السيارات والطيران، تتيح فرصا كبيرة لتوطين الصناعات المرتبطة بأنظمة التحليل الكهربائي والتكنولوجيات النظيفة.
ويرتكز “عرض المغرب” على مقاربة استثمارية متكاملة توفر العقار الصناعي وتبسط المساطر الإدارية، وتقدم رؤية واضحة للمستثمرين، ما يجعل المملكة وجهة استراتيجية وموثوقة في مشهد الهيدروجين الأخضر العالمي الذي يزداد تنافسية وسط التحديات المناخية والاقتصادية.