العيون الان
لا أعرف كيف سأبدأ و لا من أين كأنني في ساحة حرب مشهد ترتجف له القلوب و يشتت التفكير وتقشعر له الأبدان.
لحظة وصولي الى موقع الحدث كان همي الأول هو أن أطمئن على الرفاق وهاهية وجوههم من خلف زجاج الحافلة, حافلة الصمود نظراتهم تتحدث بصوت عال تصرخ قبل السنتهم نعم نحن هنا باقون إفعلو ما تشاؤون لن نستسلم.
الأحداث متسارعة هنا وهناك المخزن بعضه في مناوشات حامية كر و فر مع الجماهير المنددة المساندة الرافضة لكل قمع أو تدخل ضد شباب صحراوي ذنبهم إذا كان هناك ذنب أنهم تعبو من البطالة التهميش الفقر القمع يوم بعد يوم يمتلئ الفؤاد يا الله ماذا فعلنا في حياتنا حتى نجازى بهذا فقط نطالب بحقنا المشروع حقنا في التشغيل حقنا في حياة كريمة.
وبعض القوات تحاصر الحافلة من كل الجوانب و تتوالى الأحداث ساعات تظنها سنين تختزل في ثواني نعم بعد نزول أربعة من الرفاق المعتصمين كلجنة حوار مرة اولى مع من يدعون أنهم يمثلون الساكنة!!!!! والثانية ذهابهم الى الولاية!!!! و أي حوار حوار تستخلص نتائجه قبل حدوثه لأن الصغير قبل الكبير يعرف ما سيؤول له هذا الحوار افق مسدود.
أتنقل هنا وهناك , كل الأحرار الذين يحاولون إقتناص كل لحضة لتكون مسجلة في التاريخ رغم تعدد وجهات نظرهم رغم إختلاف ألوانهم هذه اللحظات نظرة واحدة لون واحد.
عودة الرفاق ( لجنة الحوار ) إجتماع الرفاق داخل الحافلة, إجتماع لمسؤولي المخزن بعد ذلك تحركات سريعة أوامر تعطى لقوات المخزن بمحاصرت الحافلة و محاولة إبعادنا عنها تراجعنا خطوات رغماً عنا الى الخلف وقلوبنا تعتصم داخل ‘ حافلة الكرامة ‘ سبقتها محاولة المخزن لإبعاد المدنيين أقارب و متضامنين عن الموقع. تلك اللحظة توقف الزمن ثم.. تشغيل محرك دفع الماء المضغوط وبشكل دراماتكي إنقضت فؤوس رجال الوقاية المدنية!!! على زجاج الحافلة فيتهشم.
لتصدح الحناجر صامدون صامدون من داخل الحافلة و في كل أزقة و شوارع العيون ولا ربما في كل بقاع العالم كل من يحمل قلباً بشريا إهتز لتلك اللحظة, ما حطم قلبي صراخ أم الشهيد شهيد البطالة والتهميش و الإهمال الطبي ” محمد عالي ماسك ” رحمة الله عليه لن أزيد لن أحذف شعوري لقد أحسست أني مشلول رغم تحركي أحسست بشيء ينفض جسدي.
دموعي تملأ موقلت عيني لن أذرفها لقد تعلمت الصبر والصمود من الرفاق الذين أفتخر بهم, لا أتمنى أن اكون حاضراً لبأس يمسهم.
لسان حالي يقول لها يا أماه لا تبكي لا تصرخي رغم الألم, لكي يعرفو أننا أقوى منهم لكن كم أنا غبي إنه قلب الأم و ما ادراك ما هي الأم.
حاولت كسر الطوق الأمني الغاشم لكن دون جدوى في الإتجاه الأخر حرب ضروس صراخ عويل تختلط كل الأمور نظرات حصرة نظرات ألم نظرات ضياع و هناك كأنني ارى الشموخ شموخ صحراوي يعلو فوق الجميع رغم الألم رغم الأسلوب المنحط الذي يتعامل به بعض رؤوس المخزن كلما حاولت التقدم خطوة يرجعونك خطوات.
يا أحبتي كأنني أرى ملحمة جديدة كملحمة ” كديم أيزيك ” طريقة مغايرة مكان و زمان مغاير مطلب واحد ” عدالة إجتماعية ” خرج كل الرفاق من الحافلة و أستقبلو بوابل من اللكمات و الركل و السب والسحل منهم من لم يقوى جسده على التحمل ونقل الى المستشفى .
المستشفى محاصر ليس بالأمر الغريب ,عشرة من الرفاق دخلو المستشفى : 1 أحمد هربال 2 خميس أيوب 3 محمد عالي فلاح 4 بوركبة حسنه 5 عبد الله السويح 6 المهدي حبادي 7 براهيم ابيه 8 السالك الداودي 9 حبيب بونعاج 10 مالعين التجاني.
إصابات متفاوتة ذهول أصاب عقولنا لا يزال وقع الصدمة يسيطر علينا.
ماذا بعد? ماذا بعد? هل تظنون أنكم نجحتم بتدخلكم على شباب يحاول السير في النور وتحاولون رميهم في الظلام يا خفافيش, تذكرو كل مؤامراتكم يا جبناء فالتاريخ يسجل عليكم مرة أخرى بالدماء سحقاً لكم ظالمون وفي جهنم قاطنون إن شاء الله.
هي ملحمة لم تنتهي بعد فالداء لا يزال ولا وجود لدواء هيهات أن تقتلو العزيمة الإرادة التصميم على المبتغى.
رسالة الى كل أم احبكن يا أمهاتنا إفتخرن بفلذات أكبادكن فالضربة التي لا تقتل تقوي , رسالة إلى كل المناضلين إصبرو أصمدو فرج الله قريب و لو بعد حين, رسالة لكل الأحرار أحيكم تحية نضالية قلبية عالية, رسالة لكل متخاذل ألا تستحي من نفسك كيف تواجه الله غداً دون أن تقول الحق, رسالة الى…. ويحك يا مسؤول ماذا ستقول لربك غداً كيف ستواجهه حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم.