العيون الآن.
عقدت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف يوم الجمعة 13 يونيو 2025 بمدينة مكناس جمعها العام العادي لفرع جهة فاس مكناس، بحضور أعضاء من المكتب التنفيذي وأزيد من أربعين مقاولة صحفية تمثل مختلف أقاليم وعمالات الجهة، إضافة إلى ضيوف وشخصيات إعلامية وطنية.
اللقاء يأتي في سياق استكمال الدينامية التنظيمية التي تشهدها الفيدرالية على الصعيد الوطني وسعيها إلى تقوية التأطير والرفع من جاهزية المقاولات الصحفية الجهوية في مواجهة التحولات المهنية والاقتصادية المتسارعة.
بعد مناقشة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما بالإجماع جرى انتخاب مكتب جديد للفرع الجهوي، أسفرت نتائج التصويت عن تجديد الثقة في الزميل يوسف السوحي رئيسا لفرع جهة فاس مكناس، إلى جانب أعضاء جدد يمثلون مختلف مكونات الجسم الإعلامي بالجهة.
أثار الجمع العام خلال أشغاله جملة من المشاكل البنيوية والتحديات المقلقة التي تواجه المقاولات الصحفية الجهوية، على رأسها تأثير شروط القوانين الجديدة المتعلقة بالدعم العمومي، التي اعتبرها المهنيون تهديدا لاستمرارية الصحافة الجهوية المتوسطة والصغرى.
حذر المجتمعون من أن هذه القوانين في حال تطبيقها بدون مرونة قد تزيد من تعميق هشاشة المقاولة الإعلامية الجهوية، داعين الوزارة الوصية إلى مراعاة الخصوصيات الميدانية للمقاولات المحلية وتثمين أدوارها في تكريس التعددية وتعزيز إعلام القرب.
لم يخف الجمع العام أسفه إزاء التهميش الذي تعانيه الصحافة الجهوية بجهة فاس مكناس رغم غنى هذه الجهة بتاريخها العلمي والثقافي والروحي، مشددا على أن غياب الدعم الجهوي الفعال، وصعوبة الولوج إلى سوق الإعلانات، يؤديان إلى تفاقم الوضع الاقتصادي للصحف الجهوية، ويؤثران على جودة الإنتاج المهني وعلى الوضع الاجتماعي للصحافيين والعاملين.
شدد المشاركون على أن أي ورش إصلاحي أو مشروع تأهيلي للصحافة بالمغرب يجب أن ينطلق من القاعدة الجهوية، ويمنح المقاولات الجهوية ما تستحقه من المواكبة والدعم والتمكين.
كما لفتوا الانتباه إلى تفشي ممارسات غير مهنية في بعض الفضاءات الإعلامية الجهوية، داعين إلى قطع الطريق على الدخلاء والمتطفلين الذين يسيئون لمهنة الصحافة، ويستغلون ضعف الرقابة لخلق فوضى مهنية ومنافسة غير شريفة.
دعا الجمع العام السلطات العمومية والهيئات المنتخبة ومختلف الفاعلين الاقتصاديين بالجهة إلى الانفتاح على الصحافة الجهوية الجادة من خلال دعم مشاريعها والتفكير في صيغ تعاون عادلة وشفافة في مجال الإعلانات والتظاهرات والمبادرات الثقافية والتنموية.
كما جدد الجمع العام التزام فرع الفيدرالية بالاشتغال وفق الضوابط القانونية والأخلاقية للمهنة، مع تعزيز برامج التكوين والمواكبة، وتطوير آليات التدبير المقاولاتي داخل المؤسسات الصحفية.
في ختام أشغاله عبر الجمع العام عن اعتزازه بالانتماء إلى الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، وبمستوى التماسك والوحدة داخل فرع فاس مكناس، مجددا دعوته لكافة الصحافيين والمهنيين إلى الانخراط الإيجابي والمسؤول في الدفاع عن صحافة مهنية، أخلاقية، ومواطنة.
