العيون الآن.
طرفاية – شهدت مدينة طرفاية مؤخراً ميلاد جمعية ثقافية جديدة، تُعد خطوة نوعية تهدف إلى إعادة تنشيط المشهد الثقافي المحلي وتعزيز الفعل الفني والإبداعي بالمدينة. يأتي هذا التأسيس في وقت يُعاني فيه الفضاء الثقافي المحلي من الحاجة إلى مبادرات منظمة وراسخة، قادرة على إحداث تأثير ملموس على المجتمع المحلي، خصوصاً بين الشباب.

ويضم المكتب المسير للجمعية مجموعة من الكفاءات الشابة والمتنوعة، من كتاب مسرحيين، وممثلين، ومخرجين، وشعراء، وفنانين، وأساتذة، ما يمنح الجمعية طابعاً شاملاً يمكنها من احتضان مختلف أشكال التعبير الفني والثقافي. ويُتيح هذا التشكيل للجمعية إطلاق مبادرات إبداعية ترتقي بالعمل الثقافي إلى مستوى التطلعات المحلية.
وأكدت الجمعية منذ تأسيسها على أهمية بناء شراكات استراتيجية مع مختلف الفاعلين المؤسساتيين، بما في ذلك عمالة الإقليم، والمجالس المنتخبة، والمصالح الخارجية، وعلى رأسها وزارة الثقافة. ويعكس هذا التوجه وعي القائمين عليها بالدور الحيوي للبعد المؤسساتي في النهوض بالعمل الثقافي، خصوصاً في ظل التحولات التي باتت تجعل من الثقافة رافعة للتنمية المحلية.
ولم يعد العمل الثقافي اليوم يقتصر على المبادرات الفردية، بل يتطلب تخطيطاً محكماً وتعاوناً مستمراً بين الجمعيات المحلية والمؤسسات الرسمية، من أجل إرساء منظومة ثقافية مستدامة قادرة على تنمية الإبداع ودعم المواهب الشابة.
ويُنظر إلى هذه المبادرة الجديدة من طرف الساكنة كفرصة لإعادة الاعتبار للمشهد الثقافي المحلي وخلق فضاء للتلاقي والتعبير الفني، خاصة في صفوف الشباب. ويكمن التحدي الأكبر أمام الجمعية في قدرتها على ترجمة هذه الطموحات إلى مشاريع ملموسة وبرامج مستمرة، ترتكز على واقع المدينة وتلبي تطلعات أبنائها، لتعيد لطرفاية ألقها الثقافي وتُكرسها كمنارة للإبداع والتنوع في الجنوب المغربي.











