زيارة داتي تزلزل الجزائر…والنظام يفقد أعصابه !

محرر مقالات18 فبراير 2025
زيارة داتي تزلزل الجزائر…والنظام يفقد أعصابه !

العيون الأن.

 

حمزة وتاسو / العيون.

 

لا تزال الجزائر كعادتها تحشر أنفها في ما لا يعنيها، غير آبهة بالمواثيق الدولية ولا بقواعد حسن الجوار وكأنها لم تخلق إلا لمعاداة المغرب والسعي بكل ما أوتيت من مكر ومؤامرات لضرب وحدته الترابية، إنها سياسة أضحت عقيدة ثابتة لدى الطغمة العسكرية الحاكمة هناك، التي لا ترى في المغرب سوى عدوا ينبغي تقويضه، ولو كان ذلك على حساب مصالح شعبها الذي يرزح تحت وطأة الأزمات الداخلية.

 

زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، إلى مدينة العيون المغربية كانت كفيلة بإثارة جنون قصر المرادية، الذي هرع إلى استنفار أدواته الدبلوماسية والإعلامية لتصوير الحدث وكأنه “عدوان” على الشرعية الدولية، لكن لمن كان متابعا للشأن المغاربي، لم يكن هذا الغضب مفاجئا بل كان امتدادا طبيعيا لعقلية الهوس التي تسيطر على حكام الجزائر، والذين اختزلوا سياسة بلادهم الخارجية في ملف واحد محاربة سيادة المغرب على صحرائه.

 

إنه نفس النظام الذي يتظاهر أمام العالم بعدم التورط في النزاع، لكنه في كل مناسبة يسقط القناع عن وجهه القبيح ليظهر بوضوح أنه الراعي الرسمي لعصابة البوليساريو، والممول الأول لأوهامها الانفصالية والمحرض الأكبر ضد أي دولة تجرؤ على اتخاذ موقف داعم لمغربية الصحراء.

 

في بيانها المتشنج وصفت الخارجية الجزائرية زيارة رشيدة داتي للصحراء المغربية بأنها “استخفاف بالشرعية الدولية”، في وقت لم يرف لها جفن وهي تحتضن فوق أراضيها جماعة انفصالية ارهابية مسلحة تدعمها بالمال والسلاح، بل وتسخر لها كل أدواتها الدبلوماسية للدفاع عن أطروحتها البالية، فأي استخفاف بالشرعية الدولية أفظع من هذا ؟ وأي تناقض أشد من نظام يطالب باحترام قرارات الأمم المتحدة وهو أول من يعرقل تنفيذها؟

 

ثم بأي وجه تدعي الجزائر حرصها على مبادئ القانون الدولي، وهي التي لا تتوانى عن التدخل في شؤون المغرب، وتسعى بكل السبل إلى زعزعة استقراره ؟ لقد تجاوز النظام الجزائري كل الخطوط متوهما أن بإمكانه لي ذراع المغرب أو التأثير على مساره الصاعد في المحافل الدولية، لكن هيهات فقد تغيرت الموازين، ولم تعد الألاعيب البائسة للنظام الجزائري تجدي نفعا، بعدما انكشفت حقيقته أمام الجميع.

 

ما يزيد من توتر النظام الجزائري اليوم، ليس فقط زيارة داتي بل إدراكه أن فرنسا لم تعد رهينة ابتزازه التقليدي، فباريس التي لطالما حاول جنرالات الجزائر الضغط عليها عبر ورقة الغاز واللوبيات، يبدو أنها بدأت تستوعب أن المغرب هو الشريك الحقيقي والموثوق به في شمال إفريقيا بينما تواصل الجزائر غرقها في مستنقع أزماتها الداخلية وصراعاتها السياسية.

 

لقد حاولت الجزائر أن تفرض أجندتها على السياسة الفرنسية، لكنها اصطدمت بجدار الواقع الجديد حيث لم تعد باريس مستعدة للخضوع للابتزاز، ولا للتضحية بعلاقاتها الاستراتيجية مع المغرب من أجل عيون جنرالات أثبتوا مرارا وتكرارا أنهم غير قادرين حتى على تسيير بلدهم.

 

في ظل هذه التحولات يواصل المغرب ترسيخ موقعه كقوة دبلوماسية مؤثرة، تحظى بدعم متزايد من القوى الكبرى وتحقق نجاحات متتالية في الدفاع عن وحدته الترابية، وبينما يظل النظام الجزائري غارقا في أوهامه مكرسا ثروات شعبه لحروب خاسرة ومعارك وهمية، يمضي المغرب بثبات على درب التقدم والتنمية غير عابئ بنباح الحاقدين.

 

إن ما يحكم العلاقات بين الدول هو المنطق والمصالح، وليس الأحقاد الشخصية ولا الحسابات العقيمة لكن يبدو أن النظام الجزائري لم يستوعب بعد هذه الحقيقة، ولا يزال رهينة عقليته البائدة متخبطا بين الغضب والخذلان، في انتظار “عدو” لن يأتي أبدا لأن المغرب ماض في مساره، وأما الجزائر فليست سوى ظل يحاول عبثا مطاردة النور.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!