العيون الآن.
يوسف بوصولة / العيون.
الرباط – في سياق زيارتها الرسمية إلى المغرب، أكدت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، أن العلاقات المغربية الفرنسية، رغم ما شهدته من تقلبات تظل قائمة على الثقة والتعاون في مختلف المجالات خاصة الثقافية، التي اعتبرتها ركيزة أساسية لتعزيز التقارب بين البلدين.
خلال زيارتها لعدد من المدن، بينها العيون وطرفاية، أشادت داتي بـحجم التطور الذي شهدته البنية التحتية الثقافية في الصحراء المغربية، مؤكدة أن “المغرب لم ينتظر أحدا لتطوير هذه المناطق، بل عمل باستقلالية وفعالية على تحقيق تقدم ملموس”.
وأضافت أن المشاريع الثقافية القائمة تعكس رؤية تنموية واعدة للأقاليم الجنوبية، حيث لمست عن قرب حجم الاستثمارات التي ضختها المملكة في البنية الثقافية والتعليمية، مما يجعل المنطقة نموذجًا للتحديث والتنمية المستدامة.
فيما يخص إمكانية تشييد قنصلية فرنسية في العيون، ردت داتي بحذر قائلة: “وقتها سيأتي”، مشيرة إلى أن العلاقات المغربية الفرنسية تسير وفق منطق التدرج وبناء الثقة، مما يعكس توجه باريس نحو تعزيز حضورها الدبلوماسي في الأقاليم الجنوبية بشكل يتماشى مع تطورات الشراكة الثنائية.
زيارة داتي للمغرب لم تكن بروتوكولية فقط، بل شهدت توقيع 10 اتفاقيات جديدة تشمل الألعاب الإلكترونية، السينما، القطاع السمعي البصري، التراث، علم الآثار، والأرشيف، إلى جانب إطلاق معهد للإعلام والسمعي البصري، ما يؤكد رغبة البلدين في ترسيخ شراكة ثقافية مستدامة.
اختتمت داتي كلمتها بالتأكيد على أن الثقافة تظل أقوى وسيلة لتجاوز الأزمات السياسية، معتبرة أن الأرشيف الثقافي المشترك بين المغرب وفرنسا يمثل ذاكرة حية تشهد على عمق الروابط التاريخية. كما شددت على أن الثقة المتبادلة ستظل العنصر الحاسم في استمرار التعاون الثنائي، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعيد رسم ملامح الشراكات الدولية.
تأتي هذه الزيارة لتعكس اهتمام فرنسا بتثمين المواقع التاريخية والثقافية بالمغرب، وترجمة الجهود المغربية لحماية الموروث الثقافي لمناطق الجنوب، باعتبارها همزة وصل بين إفريقيا وأوروبا.