العيون الأن.
حمزة وتاسو / العيون.
عرف قطاع النقل الطرقي في مدينة السمارة تحولا لافتا، عقب افتتاح المحطة الطرقية الجديدة بالقطب الحضري الربيب، حيث أدى دخول شركة نقل جديدة إلى السوق إلى إعادة تشكيل موازين القوى بين الفاعلين في المجال، بعد أن قدمت هذه الشركة تسعيرة تنافسية غير مسبوقة بلغت 50 درهما فقط في الرحلات الرابطة بين السمارة والعيون.
هذا المستجد لم يمر دون تأثير على الشركات التقليدية التي كانت تهيمن على السوق، حيث وجدت نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما إما مراجعة سياساتها التسعيرية والتكيف مع المعطيات الجديدة، أو المخاطرة بفقدان شريحة واسعة من زبنائها لصالح العرض الجديد، وأمام هذا الضغط التنافسي شرعت بعض الشركات في خفض أسعارها من أجل الحفاظ على حصتها السوقية، في حين لجأت أخرى إلى تحسين جودة خدماتها، سواء عبر توفير حافلات أكثر راحة أو تقديم عروض محفزة للركاب.
ويعتبر هذا التغيير مؤشرا إيجابيا على أن تطوير البنية التحتية لا يقتصر فقط على تحسين ظروف السفر، بل يمتد ليشمل إعادة هيكلة السوق وفق مبادئ التنافسية العادلة، التي تعود بالنفع أولا وأخيرا على المواطن، الذي أصبح اليوم أمام خيارات متعددة بأسعار تنافسية، بعدما ظل لعقود مقيدا بتسعيرات ثابتة تفرضها شركات محدودة العدد.
كما أن دخول منافس جديد إلى السوق يعكس ديناميكية اقتصادية مهمة، تساهم في تحريك عجلة الاستثمار ليس فقط في قطاع النقل، وإنما أيضا في القطاعات المرتبطة به، مثل الخدمات اللوجستية والتجارة المحلية، فضلا عن توفير فرص عمل إضافية، سواء في النقل المباشر أو في الخدمات الداعمة له.
ويظل نجاح هذه المنافسة مرهونا بقدرة الشركات على التأقلم مع الواقع الجديد، سواء من خلال تحسين خدماتها أو تقديم بدائل أكثر جاذبية للركاب، أما الركود والتمسك بأساليب قديمة، فقد يؤديان إلى تراجع بعض الفاعلين وخروجهم من السوق، ليبقى المستفيد الأكبر في النهاية هو المواطن، الذي أصبح اليوم أكثر قدرة على اختيار الخدمة التي تناسبه بأفضل سعر ممكن.
المنافسة الصحية لا تخلق فقط بيئة اقتصادية أكثر توازنا، بل تمنح المواطنين خيارات أوسع وتجبر الشركات على تقديم الأفضل لضمان استمراريتها في سوق متغير.