العيون الأن.
حمزة وتاسو / العيون.
في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، حلت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي بمدينة العيون في زيارة رسمية غير مسبوقة، مرفوقة بوزير الثقافة والشباب والتواصل السيد محمد المهدي بنسعيد، هذه الزيارة تأتي لتجسيد التعاون الثقافي بين البلدين وتفعيل الاتفاقيات الاستراتيجية التي جرى التوقيع عليها تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بما يعزز الشراكة في مجالات الثقافة والصناعة الإبداعية.
وتحمل هذه الزيارة دلالات سياسية واضحة، إذ تؤكد الموقف الفرنسي المتقدم بخصوص مغربية الصحراء، والذي يتماشى مع الدينامية الدبلوماسية التي يقودها جلالة الملك لترسيخ الحقوق المشروعة للمملكة على أقاليمها الجنوبية، فبعد عقود من الجهود الدبلوماسية الرصينة أصبح المغرب يحصد ثمار سياسته الحكيمة، حيث تتوالى الاعترافات الدولية بسيادته على الصحراء، مما يعكس وجاهة النهج الذي اختاره جلالته في الدفاع عن القضايا الوطنية في المحافل الدولية.
وفي هذا الإطار تتجاوز هذه الزيارة طابعها الثقافي لتكتسي أبعادا اقتصادية وتنموية، حيث يشكل تعزيز الصناعة الثقافية رافعة للنهوض بالموروث الحضاري واستثماره في خلق فرص الشغل وتعزيز الدينامية الاقتصادية بالمنطقة، كما أن المشاريع المزمع تنفيذها مثل ترميم المعالم التاريخية وتحويلها إلى فضاءات ثقافية، تعكس الرؤية المتبصرة لجلالة الملك في جعل الثقافة أداة للتنمية المستدامة وتعزيز الهوية الوطنية.
ولا شك أن زيارة المسؤولة الفرنسية لمدينة طرفاية تبرز الأهمية التاريخية لهذه المنطقة، التي شكلت عبر العصور جسرا للتلاقح الثقافي بين المغرب وأوروبا، كما أن إحياء الذاكرة التاريخية المشتركة بين المغرب وفرنسا عبر شخصيات بارزة مرت من المنطقة، يعد مكسبا إضافيا يعزز العلاقات الثقافية بين البلدين، ويدعم الاعتراف الفرنسي الواضح بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
إن الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك، تواصل تسجيل النجاحات المتتالية في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وهو ما يتجلى في التحولات المتسارعة التي تشهدها مواقف القوى الدولية، ومن خلال هذه الزيارة تؤكد فرنسا مرة أخرى موقع المغرب كشريك استراتيجي موثوق، وتكرس دعمها الواضح لحقوقه التاريخية.