العيون الآن.
السمارة – في خطوة مثيرة للجدل، تعرضت جمعية “أمل العودة للتربية والتنمية” لمنع مفاجئ من تنظيم برنامجها الثقافي الرمضاني في فضاءات المركز الثقافي الشيخ سيدي أحمد الركيبي، رغم حصولها على الموافقة المسبقة من المدير الجهوي لقطاع الثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء.
الجمعية، التي دأبت على تنظيم أنشطتها الثقافية والعلمية خلال شهر رمضان على مدى ثماني سنوات، كانت قد تلقت في البداية تأكيداً كتابياً من المديرية الإقليمية للثقافة بالسمارة يسمح لها باستخدام قاعة العروض، غير أن قراراً مفاجئاً صدر قبل يومين فقط من الافتتاح يمنعها من ذلك، بحجة صيانة شاشة السينما بالمركز.
ورغم اقتراح الجمعية نقل الندوة الافتتاحية إلى قاعات أخرى داخل نفس المركز، مثل الخزانة الوسائطية ورواق الأطفال، قوبل هذا الطلب بالرفض دون تقديم مبررات واضحة، وفق ما جاء في بيان للجمعية.
رفض متكرر واستهداف ممنهج
لم يكن هذا المنع الأول من نوعه، إذ أكدت الجمعية أن حرمانها من فضاءات المركز الثقافي يأتي في سياق “تضييق ممنهج”، بدأ منذ تعيين المدير الجهوي الحالي، حيث أشارت إلى عراقيل مستمرة في الحصول على الدعم العمومي للمشاريع الثقافية، ورفض طلباتها السابقة، ومنها مشروع معرض جهوي للكتاب.
وأضاف البيان أن قرار المنع اتسع ليشمل الندوات المبرمجة ضمن البرنامج الثقافي الرمضاني، رغم تطمينات سابقة بأن الأمر يقتصر فقط على المحاضرة الافتتاحية.
مطالب بالتدخل وتصعيد قانوني
وأمام هذا الوضع، دعت الجمعية عامل إقليم السمارة إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفته بـ”التمييز والإقصاء”، وضمان حقها في استغلال المرفق العمومي وفق مقتضيات الدستور والقوانين المنظمة. كما أعلنت عزمها سلك المساطر القانونية عبر اللجوء إلى القضاء الإداري، ومراسلة الجهات المختصة ومؤسسات الوساطة.
تضامن واسع من الفعاليات المحلية
وأثار القرار موجة استنكار واسعة في أوساط المثقفين والجمعويين بالسمارة، حيث عبرت عدة فعاليات عن تضامنها مع الجمعية، معتبرة أن هذا الإجراء يعرقل الدينامية الثقافية بالإقليم، ويتنافى مع مبدأ الشراكة بين المجتمع المدني والمؤسسات العمومية.
في انتظار تطورات الملف، يبقى السؤال مطروحاً: هل سيتم إنصاف الجمعية وتمكينها من حقها في استغلال الفضاء العمومي، أم أن هذا القرار يعكس توجهاً أوسع لتضييق العمل الثقافي المستقل بالاقيلم؟