العيون الان
شنّت جبهة البوليساريو هجوماً عنيفاً ضد الأمانة العامة للأمم المتحدة على خلفية التقرير الذي قُدّم لمجلس الامن الدولي يوم الاثنين الماضي ويشكل ارضية لمشروع القرار الذي يصدره المجلس مساء امس الخميس حول تطورات النزاع الصحراوي بين المغرب وجبهة البوليساريو الذي تزال تسويته، حتى الآن، بعيدة المنال.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الأمن امس الخميس، جلسة للتصويت على مشروع القرار الجديد، بعد جلسة تشاور مغلقة عقدها يوم الثلاثاء الماضي ناقش فيها مشروع القرار الذي يجدد ولاية بعثة الأمم المتحدة المنتشرة بالمنطقة (المينورسو) سنة إضافية ويدعو طرفي النزاع إلى استئناف المفاوضات، ويدعو جبهة البوليساريو إلى سحب قواتها من منطقة الكركرات، التي تشهد توتراً منذ آب/ أغسطس الماضي. وقالت تقارير صحافية ان الفقرات التي تسربت من مشروع القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي، تتضمن عكس السنوات الأخيرة نقاطاً ايجابية لصالح المغرب، حيث يمدد المجلس ولاية المينورسيو من دون الإشارة الى توسيع صلاحياتها في ميدان حقوق الانسان، وهو ما كانت تطالب به جبهة البوليساريو ومساندوها كما يطالب جبهة البوليساريو بسحب عناصرها المسلحة فوراً من منطقة الكركرات الحدودية بين المغرب وموريتانيا والاشارة الإيجابية الى سحب المغرب لقواته من المنطقة في شباط/ فبراير الماضي. وقالت مصادر مطلعة على سير النقاشات داخل أروقة الأمم المتحدة، إن اجتماع مجلس الأمن الدولي كشف توجهاً بشبه إجماع نحو تمديد ولاية بعثة المينورسو لسنة جديدة، من دون توسيع صلاحياتها، في مقابل مطالبة البوليساريو بسحب قواتها من الكركرات بشكل فوري، كما فعل المغرب قبل أسابيع استجابة لنداء من الأمين العام للأمم المتحدة. كما تضمن دعوة المجلس كلاً من المغرب وجبهة البوليساريو، إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حل «عادل، دائم، ومقبول من الطرفين». دعوة يستجيب فيها المجلس إلى ما أوصى به الأمين العام الأممي الجديد، أنطونيو غوتيريس، في تقريره السنوي حول الصحراء، حيث دعا إلى استئناف المفاوضات بروح جديدة وطالب البوليساريو بالانسحاب من الكركرات للمساهمة في ذلك. وكشف المراسل الصحافي لوكالة الانباء الفرنسية المعتمد لدى الأمم المتحدة، مضامين حوار دار بينه وبين السفير الفرنسي لدى مجلس الأمن الدولي، فرنسوا دولاتر، أكبر مدافع عن المغرب في ملف الصحراء داخل مجلس الأمن. وقال ان دولتر ابلغه ان سبب عدم توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، إن «حقوق الإنسان توجد في جيناتنا… هناك طرق متعددة للعمل من أجل حقوق الإنسان».
وقال أن الوقت حان لإعادة إطلاق المفاوضات حول الصحراء، «وهذا بالضبط ما نريده» وهي دعوة تضمّنها مشروع القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي، الذي تولّت الولايات المتحدة الأمريكية إعداده، بالتنسيق مع كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا وإسبانيا، المشكلين لمجموعة دول أصدقاء الصحراء. وإحياء مسار المفاوضات سيتم عبر إجراء المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، جولة هي الأولى له بعد تعيينه رسميا، ستقوده إلى كل من المغرب والجزائر وموريتانيا.
وهاجمت جبهة البوليساريو وقبل صدور قرار مجلس الامن الامانة العامة للأمم المتحدة ومشروع القرار وقال منسق الجبهة مع بعثة المينورسو أمحمد خداد، أن هناك نزعة لدى الأمانة للأمم المتحدة لتغيير طبيعة النزاع بالصحراء، في إشارة إلى ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس و الذي دعا التى تحديد شكل و طبيعة « تقرير المصير «. واعتبر القيادي في الجبهة أن البوليساريو لن تقبل بهذا الأمر وانتقد خداد عدم توسيع صلاحيات المينورسو وقال أنها «بعثة عرجاء لا تأتي بجديد سوى تأكيد أو الدفاع عن الأمر الواقع».
واعتبر المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو بأن هناك نزوعاً على مستوى الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة لتغيير طبيعة النزاع في الصحراء الغربية، مؤكداً رفض كل تفاوض خارج إطار الشرعية الدولية، أن» كل هذه المناورات لا تفضي الى شيء بل تهدف إلى تغيير طبيعة النزاع. هناك نزوع على مستوى الأمانة العامة نحو تغيير وتمييع طبيعة النزاع والتمهيد لتجسيد نوايا المغرب التوسعية».
ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن اخداد من نيويورك «ان قضية الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار مدرجة في جدول أعمال اللجنة الخاصة الأممية المكلفة بتصفية الاستعمار» ووصف تقرير غونتريس بـ«المتحيز»، وقال أن «هذه المناورات لا تفضي إلى شيء» وان جبهته لن تقبل «بأي تفاوض خارج الإطار القانوني للنزاع وهو تسوية مسألة تصفية استعمار مهما كانت الضغوطات و المناورات». وقال خداد بأن 26 سنة من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل تسوية هذه المسألة فإنه قد حان الوقت للأمانه العامة للأمم المتحدة ولمجلس الأمن الأخذ في عين الاعتبار الوضع الحقيقي في الأراضي المتنازع عليها. وأضاف أن الأمانة العامة للامم المتحدة «التي دفعت من طرف بعض القوى بمجلس الأمن من أجل افتعال هذه الأزمة قد تسرعت» غير أنها» تتحمل المسؤولية». وقال ان بعثة الأمم المتحدة (المينورسو) لا تتوافر على المعايير التي تعمل وفقها بعثات حفظ السلم «أنها بعثة عرجاء لا تأتي بجديد سوى تأكيد أو الدفاع عن الأمر الواقع للاحتلال». وزاد: «أن وجود الأمم المتحدة في الصحراء يتمثل في استتباب السلم في هذا الإقليم».
وجدّد اخداد رفض جبهته الانسحاب من منطقة الكركرات «نحن في الكركرات من أجل الدفاع عن نص وروح اتفاق وقف إطلاق النار وهو حضور من اجل السلام «، وقال أن انسحاب المغرب من هذه المنطقة لا يعدو أن يكون سوى مناورة من أجل إخفاء الخرق الصارخ لاتفاق 1991.