العيون الآن
الحافظ ملعين-العيون
تنظيم محكم وزيارة تاريخية: رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي في العيون يعزيز الشراكة الاستراتيجية عبر لقاءات مكثفة واتفاقيات محورية..
أكدت السلطات والمنتخبون بمدينة العيون على أن زيارة جيرار لارشي، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، والوفد المرافق له، الذي ضم نخبة من الشخصيات السياسية والدبلوماسية المؤثرة في صنع القرار الفرنسي، تشكل محطة تاريخية فارقة في مسار العلاقات المغربية الفرنسية. وقد تميزت الزيارة بتنظيم محكم، مما يعكس الأهمية البالغة التي توليها الدولتان لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

الوفد الرفيع المستوى الذي يرافق جيرار لارشي رئيس مجلس الشيوخ وهم كالآتي:
سيدريك بيرين: عضو مجلس الشيوخ عن إقليم بلفور، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة منذ 2020. يتمتع بخبرة في القطاعين الخاص والعام، حيث بدأ حياته المهنية كموظف قبل أن يلتحق بمجلس الشيوخ سنة 2014.
كريستيان كامبون: عضو مجلس الشيوخ عن منطقة فال دو مارن، والرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع، إلى جانب ترؤسه مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية. شغل منصب عمدة مدينة سان مور دي فوسي منذ 1992، وانتخب لمجلس الشيوخ سنة 2004، حيث ظل مدافعًا عن علاقات قوية مع المغرب.
هيرفي مارساي: عضو مجلس الشيوخ عن منطقة هوت دو سين، ورئيس مجموعة الاتحاد المركزي، ونائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية. بدأ حياته المهنية كمهندس زراعي قبل أن يدخل السياسة، وانتخب عضوًا في مجلس الشيوخ سنة 2011.
كورين فيريت: عضوة مجلس الشيوخ عن منطقة كالفادوس، ونائبة رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية. بدأت مسيرتها المهنية في قطاع التعليم قبل أن تنتخب لمجلس الشيوخ سنة 2014، حيث تركز على قضايا التعليم والثقافة.
هوبرت دي كانسون: المستشار الدبلوماسي لرئيس مجلس الشيوخ، وهو دبلوماسي محترف شغل عدة مناصب بوزارة الخارجية الفرنسية، من بينها سفير فرنسا في عدة دول إفريقية.
باتريك دراي: المستشار الخاص لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، وخبير في الشؤون القانونية، حيث عمل مستشارًا في عدة مؤسسات حكومية قبل انضمامه إلى فريق العمل الرئاسي بمجلس الشيوخ.
جيل بيروشيه: ضابط أمن رئيس مجلس الشيوخ، وهو خبير أمني خدم في الدرك الوطني الفرنسي لعدة سنوات، متخصصا في حماية الشخصيات المهمة
وتأتي زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي والوفد الوازن المرافق له إلى مدينة العيون في سياق تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخ التعاون في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والدفاع. وقد تم استقبال الوفد في أجواء رسمية وتنظيم دقيق، حيث تمت لقاءات مهمة، ركزت على التحديات المشتركة والفرص المتاحة لتعزيز التعاون بين البلدين.
وتمخضت الزيارة عن إنجازات جمة على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، تماشيا مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وقد بدأت الزيارة الرسمية في العيون بعد محطة الرباط الحافلة بالمنجزات على كافة المستويات. إلا أن محطة العيون كانت فارقة بكل المقاييس، حيث مثلت لحظة تاريخية من اللقاءات والمحادثات والاتفاقيات التي تعكس زخما تشاركيا كبيرا بين المغرب وفرنسا في كبرى حواضر الصحراء المغربية.
وصرح جيرار لارشي من قلب مدينة العيون قائلاً: “أيًّا كان تحركنا، فإنه يتم مع مجموعة الصداقة، ومع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة، لكتابة هذه الفصول الجديدة التي قرر جلالة الملك ورئيس الجمهورية كتابتها خلال زيارة الدولة في أكتوبر الماضي.
وأضاف لارشي أنه يقع على عاتقنا، مع رئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد كتابة هذه الفصول الجديدة من التعاون البرلماني، مؤكدا جيرار أن هذه الزيارة تعكس التزام فرنسا بدعم المغرب في مسيرته التنموية، خاصة في الأقاليم الجنوبية التي أصبحت عنصرا أساسيا في هذه الشراكة.
وفي غضون استقباله والوفد المرافق له بمقر ولاية العيون والمرحب به من طرف عبد السلام بـكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، أبرز هذا الأخير في هذا اللقاء المثمر ان هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، والتي تعزز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، خاصة في ظل الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما ناقش بــكـرات مع لارشي سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية في الأقاليم الجنوبية. وأوضح أن الجهة تشهد طفرة تنموية غير مسبوقة، بفضل المشاريع الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس نصره الله، والتي توفر فرصا واعدة للاستثمار الفرنسي في قطاعات استراتيجية مثل الطاقات المتجددة والبنية التحتية والنقل ومجالات عديدة تحظى بالاهتمام المشترك بين البلدين، لافتا إلى أن العيون أصبحت قطبا اقتصاديا محوريا وونموذجا للتنمية المستدامة، بفضل الرؤية الملكية التي تعطي الأولوية لتنمية الأقاليم الجنوبية.
وفي ذات السياق استعرض والي الجهة لجيرار لارشي والوفد المرافق له الجهود التي تبذلها المملكة في سبيل تعزيز التنمية الشاملة بالصحراء المغربية، مذكرا بالدينامية التنموية التي تعرفها الجهة في ظل المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة، مشيرا إلى أن هذه المشاريع توفر فرصا حقيقية للشراكة مع الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين، بما يعزز آفاق التعاون الثنائي.
أكد الوالي عبد السلام أن زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى مدينة العيون تأتي في إطار مرحلة نوعية ومتطورة من العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية فرنسا، والتي شهدت تعزيزا ملحوظا على إثر الزيارة الرسمية الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأشار إلى أن هذه الدينامية الجديدة تعد بمثابة منعطف استراتيجي يعكس التطلعات المشتركة نحو تعميق الشراكة الثنائية في شتى المجالات، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحويل المنطقة إلى قطب اقتصادي رائد على الصعيد القاري، مما يعزز موقعها كحلقة وصل استراتيجية في المشهد الاقتصادي والإقليمي.
من جهة أخرى أكد محمد ولد الرشيد رئيس مجلس المستشارين، في العاصمة الرباط وفي مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، والوفد المرافق له، أن “هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس وتجسد الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون البرلماني وتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين”.
وأوضح ولد الرشيد أن “هذه الزيارة تحمل دلالات رمزية كبيرة، باعتبارها محطة بارزة في مسار العلاقات المغربية-الفرنسية، وتعكس دعما صريحا لمغربية الصحراء. وفي سياق متصل أضاف أن فرنسا كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، لطالما أظهرت فهما عميقا لحقيقة الوضع في الصحراء المغربية. مثمنا الدعم الفرنسي لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بإعتباره الحل الوحيد الواقعي لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل.
وفي كلمة ألقاها شدد ولد الرشيد على أهمية البعد البرلماني في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما من خلال آليتين أساسيتين: مجموعتي الصداقة البرلمانية بالمجلسين والمنتدى البرلماني المغربي-الفرنسي. في ذات الصدد، أكد أن “هذه الآليات نجحت في إرساء حوار مؤسساتي دائم، من خلال انتظام تبادل الزيارات وتنظيم اللقاءات المشتركة، كما دعا إلى عقد النسخة الخامسة من المنتدى البرلماني المغربي الفرنسي، من أجل مواكبة المرحلة الجديدة من الشراكة الاستثنائية الوطيدة بين المغرب وفرنسا.
وفي هذا الصدد، رحب حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، برئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشي والوفد المرافق له، خلال لقائهم بمقر ولاية العيون. وأشاد ولد الرشيد بهذه الزيارة التي تعكس عمق العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية فرنسا، مؤكدا أهميتها في إبراز التزام فرنسا بدعم مسيرة التنمية الشاملة التي يشهدها المغرب، لا سيما في أقاليمه الجنوبية. كما شدد على أن هذه المحطة تأتي في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وباريس، والتي تشهد تطورا متسارعا بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي معرض حديثه عن القضية الوطنية، أكد ولد الرشيد أن مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية، تظل الحل الواقعي والعملي الوحيد للنزاع الإقليمي، خاصة في ظل تزايد الدعم الدولي لهذا المقترح الذي يحظى بإجماع واسع. كما أشاد بالموقف الفرنسي الثابت والداعم لمغربية الصحراء، معتبرًا أن هذا الموقف يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في تعزيز الاعتراف الدولي بالوحدة الترابية للمملكة. واختتم بالتأكيد على أن الأقاليم الجنوبية ستظل في صلب الأولويات التنموية للدولة، بما يعكس التزام المغرب الراسخ بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في جميع أرجائه.
وفي سياق متصل ألتقى مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، بمقر البلدية برئيس مجلس الشيوخ الفرنسي والوفد الرفيع المستوى المرافق له، مؤكدا لهم أن هذه الزيارة تحمل رسائل سياسية قوية، وتؤكد نجاح الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس في كسب مزيد من الدعم الدولي لمغربية الصحراء.
واستعرض ولد الرشيد الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة بالمنطقة، مشددا على أن مبادرة الحكم الذاتي تظل الحل الوحيد الواقعي لإنهاء النزاع المفتعل، مشيرا أن ساكنة الصحراء المغربية هي الشريك الأساسي في عملية التنمية، وأنها تشارك بشكل فعال في تصميم المستقبل.
كما أبرز رئيس جماعة العيون لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشي والوفد الرسمي أن المنطقة جاهزة ببنيتها التحتية وخدماتها المتقدمة ومؤهلاتها، مشيرا إلى أن قدراتها لا تزال خامة وقابلة للتطوير، مما يجعلها وجهة واعدة للاستثمار في الموانئ، الطاقات المتجددة، الصيد البحري، الفنادق، وتسهيلات الاستثمار، خاصة فيما يتعلق بالضرائب.
وفي ذات السياق، تفاعل جيرار لارشي ووفده مع العرض المقدم من خلال طرح عدة أسئلة توضيحية، حظيت بتجاوب إيجابي من لدن رئيس الجماعة. واختتم اللقاء المثمر بتقديم الزي الصحراوي كهدية لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي ووفده الرسمي.
وفي أعقاب ذلك، قام رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، بمعية والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، ورئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، ورئيس المجلس الجماعي للعيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، ورئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، حمدي ولد الرشيد، بزيارة مدينة المهن والكفاءات. في ذات السياق، اطلع الوفد على المرافق التعليمية والتكوينية التي توفرها المؤسسة، حيث قدم المدير الجهوي للتكوين المهني، الطيب سامي الصلح، عرضا مفصلا عن برامج المؤسسة ودورها في تأهيل الشباب لسوق العمل.
حيث أشاد لارشي بالجهود المبذولة في مدينة المهن والكفاءات، معتبرا أنها “نموذج يحتذى به في مجال التكوين المهني وتعزيز اندماج الشباب في سوق العمل”. في سياق متصل، أضاف أن “هذه المؤسسة تعكس التزام المغرب بتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية في الأقاليم الجنوبية”.
وانتقل الوفد الرسمي بعد ذلك إلى زيارة المعهد الإفريقي للأبحاث الزراعية (ASARI)، التابع لجامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات بالجماعة الترابية فم الواد، حيث اطلع الوفد على الجهود المبذولة لتعزيز البحث العلمي في مجال الزراعة والفلاحة بالمناطق الجنوبية.
فالزيارة الرسمية المنظمة على مستوى مدينة العيون من قبل السلطات ومجلس المستشارين بصمت على تنظيم محكم، أول نتائجها، كما لم تخلوا من إنجازات ونتائج بارزة على المستويات الجهوية والإقليمية والدولية والقارية. كان أبرز هذه الإنجازات اقتراب افتتاح قنصلية فرنسية في العيون، حيث أكد لارشي أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ودعم فرنسا الواضح لمغربية الصحراء. كما أوضح أن “هذا القرار يعكس التزام فرنسا بدعم الوحدة الترابية للمملكة وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات”.
وخلال الزيارة، وضع لارشي حجر الأساس لمدرسة فرنسية جديدة في العيون، وهي مدرسة “OSUI Paul Pascon”، التي ستوفر تعليماً عالي الجودة وفق المعايير الفرنسية. **في هذا الإطار**، أكد أن “هذه المبادرة تعكس التزام فرنسا بتطوير شراكتها مع المغرب، خاصة في الأقاليم الجنوبية”.
كما أشاد لارشي جيرار والواد المرافق له بالمشاريع التنموية التي اطلع عليها في العيون، واصفا إياها بأنها “نموذج يحتذى به في التنمية المستدامة. مضيفا أن هذه الإنجازات تعكس التزام المغرب بقيادة الملك محمد السادس لتحقيق التنمية الشاملة.












