العيون الان
اندلعت أولى المواجهات بين المغرب وجبهة البوليساريو داخل مقر الاتحاد الإفريقي عقب اختتام القمة الـ30 لرؤساء دول وحكومات المنظمة، الملتئمة في أديس أبابا، بسبب تقرير رفعه الجزائري إسماعيل شرقي، رئيس مجلس السلم والأمن إلى أعضاء المؤسسة الإفريقية، والذي تضمن نقاطاً مسيئة حول قضية الصحرا.
وكشفت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن الاحتجاج المغربي، الذي يدشن أول مواجهة مع خصومه بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي، جاء بعدما تضمن تقرير مجلس السلم والأمن فقرات حول قضية الصحراء تتناقض مع ما تنص عليه منظمة الأمم المتحدة، الهيئة الوحيدة التي تُشرف منذ سنوات على حل النزاع بين الطرفين.
ورفض المغرب بعض فقرات هذا التقرير، خصوصا الفقرة 117 والفقرة 118، والتي تطالب الرباط بالسماح لممثل خاص بالاتحاد الإفريقي في الصحراء، جواكيم شيسانو رئيس جمهورية موزمبيق السابق، بالعودة إلى مدينة العيون لرصد الأوضاع الحقوقية؛ وهو المطلب الذي يرفضه المغرب بسبب عدم توافقه مع المقتضيات الأممية.
وسبق للأمم المتحدة أن رفضت مشروعا مماثلاً يقضي بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو إلى الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان؛ وهو الأمر الذي يدعم رفض المغرب لتوصية مجلس السلم والأمن الإفريقي.
المصادر ذاتها أوضحت أن ردود الفعل المغربية جاءت، أيضاً، احتجاجاً ضد توصية تطلب من المؤسسة السويسرية المشرفة على تنظيم منتدى “كرانس مونتانا” العالمي بالداخلة “عدم تنظيم الحدث السنوي لأنه ينظم ضمن أقاليم متنازع عليها أممياً”، حيث دعت الوثيقة أعضاء الاتحاد الإفريقي إلى “مقاطعة الموعد”.
وبالرغم من أن التقرير الذي رفعه المفوض الجزائري لم تتم إحالته على التصويت، لأن أعضاء الاتحاد الإفريقي غير ملزمين بتطبيقه، فإن المغرب اعتبر الجزء المتعلق بقضية الصحراء يخالف مقتضيات الأمم المتحدة الجاري بها العمل.
في المقابل، قال مصدر من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي إن موسى فكي، رئيس المفوضية الإفريقية، أكد في ختام القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي أن “القرار رقم 653، الذي اتخذ في شهر يوليوز الماضي، يبقى صالحا وما زال هو المرجع الأساسي في قضية الصحراء”.
وأوضح المصدر ذاته أن القرار يدعو الاتحاد الإفريقي، واللجان المنبثقة عنه، إلى دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل توافقي ونهائي لهذا الصراع، و”لا يُشير إلى أي دور أو مشاركة للاتحاد الإفريقي في إيجاد خطة بديلة خلافا لما تروج له الآلة الدعائية لجبهة البوليساريو”، بتعبيره.
وسبق لمفوض الاتحاد الإفريقي أن أعرب، خلال كلمة موجهة إلى القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي، عن أمله في إيجاد حل لملف الصحراء، مشيرا إلى “إمكانية إسهام إفريقيا في دعم جهود الأمم المتحدة في هذا الاتجاه”، وأكد أن “استمرار نزاع الصحراء يعيق انطلاق مشروع الاندماج المغاربي.
المصدر: هسبريس