العيون الأن.
يوسف بوصولة / العيون.
احتضنت مدينة العيون النسخة الأولى من المؤتمر العربي حول “السياسات العمومية والحكامة الترابية” الذي نظمته المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون، بشراكة مع جامعات ومراكز بحثية وطنية ودولية.
جمع المؤتمر نخبة من الأكاديميين والخبراء وصناع القرار من مختلف الدول العربية بهدف تبادل التجارب والخبرات في مجالي الحكامة والتنمية الترابية، وتسليط الضوء على الإصلاحات المؤسساتية والتشريعية المرتبطة بالسياسات العمومية.
أكد حميد الركيبي الإدريسي، مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون، أن هذا اللقاء العلمي يهدف إلى إبراز الدور الريادي للأقاليم الجنوبية في تنزيل نموذج تنموي متكامل ومستدام، وتعزيز التعاون العلمي بين الباحثين وصناع القرار العرب. وأضاف أن المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات بين الباحثين والطلبة وتقديم توصيات عملية لتحسين التدبير العمومي وتحقيق العدالة المجالية.
من جانبه شدد عبد العزيز بنضو رئيس جامعة ابن زهر على أن تنظيم المؤتمر بمدينة العيون يعكس النجاحات التي حققتها الجهة في تدبير المجال الترابي، بفضل انخراط الفاعلين المحليين من سلطات، وفعاليات سياسية، ومجتمع مدني، مما جعل المدينة قطبا جاذبا للاستثمارات والمشاريع الكبرى.
وأكد بنضو أن البحث العلمي يلعب دورا محوريا في تعزيز التنمية والحكامة، مشيرا إلى أن المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون لم تعد مقتصرة على الجانب التقني، بل انفتحت على مجالات الاقتصاد، والتدبير، والسياسات العامة.
بدوره اعتبر ناذر عبيدات رئيس الجامعة الأردنية، أن المؤتمر يشكل انطلاقة جديدة لتفكير حديث في مجال السياسات العمومية والحكامة الترابية، مشيرا إلى ضرورة إيجاد حلول مبتكرة للنهوض بالاقتصاديات العربية، خاصة في ظل التغيرات التكنولوجية والاقتصادية العالمية.
كما أشاد عبيدات بالتطور التنموي الذي تشهده مدينة العيون في مختلف المجالات، من البنية التحتية والتعليم والصحة، إلى الاستثمار والتكوين المهني، مما يجعلها نموذجا اقتصاديا واجتماعيا ناجحا.
ناقش المشاركون مجموعة من القضايا الرئيسية، من بينها: الإطار الدستوري والقانوني للسياسات العمومية في العالم العربي. المقاربات الحديثة للحكامة الترابية واللامركزية. آليات تتبع وتقييم السياسات العمومية المحلية. دور الفاعلين المحليين والمجتمع المدني في تدبير الشأن العام. تأثير الإعلام والاتصال في رسم السياسات العمومية. نموذج تنمية الأقاليم الجنوبية كرافعة لتعزيز الدولة الاجتماعية.
شهد المؤتمر تقديم رؤى استراتيجية حول مستقبل الحكامة والسياسات العمومية، مستلهمين من التجربة المغربية في تنزيل النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية، الذي جعل من هذه المنطقة قطبا اقتصاديا وتنمويا رائدا على الصعيدين الوطني والإقليمي.
بهذا يعكس المؤتمر العربي الأول حول “السياسات العمومية والحكامة الترابية” دور الأقاليم الجنوبية للمملكة في تعزيز التعاون العلمي العربي، وتقديم نموذج ناجح في التنمية المستدامة والحكامة الجيدة.