العيون الآن.
احتضنت مدينة العيون، تخليدا للذكرى الـ71 لليوم الوطني للمقاومة ندوة علمية نظمتها النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة العيون الساقية الحمراء، تحت عنوان: “اليوم الوطني للمقاومة: دروس التاريخ وقيم الوطنية والتضحية واستشراف المستقبل”، ذلك في إطار ترسيخ ثقافة الوفاء لذاكرة الكفاح الوطني وتخليد رموزه.
افتتح برنامج هذه التظاهرة الوطنية بجملة من الأنشطة الموازية، شملت زيارة رواق الصور التاريخية الذي يوثق لمحطات نضالية بارزة في سجل المقاومة المغربية، إضافة إلى معرض خاص بإصدارات ومنشورات المندوبية السامية، يسلط الضوء على جهودها في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز الثقافة التاريخية لدى الأجيال الصاعدة.
انطلقت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها الاستماع للنشيد الوطني، ثم قراءة كلمة المندوبية السامية التي أبرزت رمزية هذا اليوم في تاريخ المغرب الحديث، وما يختزنه من قيم وطنية نبيلة مرتبطة بروح التضحية والصمود، قبل أن يتم عرض شريط وثائقي يخلد سيرة الشهيد محمد الزرقطوني، أحد رموز المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، واستحضار معاني الاستشهاد في سبيل الوطن.
وتضمنت فعاليات الندوة أربع مداخلات علمية قاربت أبعادا متعددة من تاريخ المقاومة الوطنية، حيث تناولت المداخلة الأولى محطات بارزة من الكفاح الوطني، بينما سلطت المداخلة الثانية الضوء على الدور التاريخي للزوايا الدينية في مقاومة الاستعمار الفرنسي بالمغرب. وركزت المداخلة الثالثة على إسهامات أبناء الصحراء المغربية في مسيرة التحرير الوطني، من خلال ارتباطهم الوثيق بمؤسسة إمارة المؤمنين باعتبارها ركيزة للوحدة الوطنية. أما المداخلة الرابعة، فقد توقفت عند شخصية الشهيد محمد الزرقطوني من خلال استحضار شهادات عائلته ورفاقه في المقاومة، وما ترسخ في الذاكرة الجماعية من ملاحمه البطولية.
في ختام اللقاء تم تنظيم حفل تكريمي رمزي لفائدة بعض الفعاليات المرتبطة بالذاكرة الوطنية، كما تم اختتام البرنامج بتلاوة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تأكيدا على استمرار عهد الوفاء لرواد الحركة الوطنية وجيش التحرير، وتجديدا للارتباط الوثيق بين العرش والشعب.