الطاح خارج تغطية “الفيبر أوبتيك”.. حين يتحول التفاوت الرقمي إلى عائق تنموي

محرر مقالات12 أكتوبر 2025
الطاح خارج تغطية “الفيبر أوبتيك”.. حين يتحول التفاوت الرقمي إلى عائق تنموي

العيون الآن.

 

في وقت دعا فيه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى تجاوز مظاهر التفاوت المجالي والاجتماعي وإحداث “نقلة حقيقية في التأهيل الشامل للمجالات الترابية”، ما تزال جماعة الطاح بإقليم طرفاية تعيش وضعا يعكس بوضوح استمرار ما وصفه جلالته بـ”مغرب يسير بسرعتين”.

 

فرغم توفر البنيات التحتية الأساسية، تعاني الجماعة من غياب خدمة الصبيب العالي للأنترنيت (الفيبر أوبتيك)، ما تسبب في أزمة محلية خانقة تمس المؤسسات العمومية والقطاع الخاص والمواطنين على حد سواء.

ففي عالم يتجه بسرعة نحو الرقمنة، لم يعد الولوج إلى الإنترنت رفاهية، بل ضرورة إدارية واقتصادية ومعيشية. إذ تحتاج الإدارات العمومية إلى هذه الخدمة الحيوية للارتباط بقواعد البيانات الوطنية وتسريع وتيرة معالجة ملفات المواطنين، في حين يجد العديد من المقاولين والطلبة أنفسهم في عزلة رقمية تعرقل أنشطتهم ودراساتهم.

 

وبحسب مصادر محلية، فقد طالبت عمالة الإقليم الشركة المعنية ببذل مجهود إضافي لتعميم هذه الخدمة وتسريع ربط الجماعة بشبكة الألياف البصرية، غير أن الشركة وفق المصدر ذاته تتذرع بضعف المردودية رغم جاهزية البنيات الأساسية التي تسهل تنفيذ المشروع.

 

هذا الوضع يطرح إشكالا جوهريا حول مدى التزام الفاعلين الاقتصاديين بمنطق الإنصاف الترابي الذي دعا إليه جلالة الملك، حين قال في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش:

 

“فلا مكان اليوم ولا غدًا لمغرب يسير بسرعتين.”

 

دعوة ملكية واضحة تحمل في طياتها مسؤولية جماعية لتدارك الفوارق المجالية، وإرساء نموذج تنموي شامل يضمن استفادة كل المواطنين من ثمار التقدم الرقمي دون استثناء أو إقصاء.

فإذا كانت الخطابات الملكية قد رسمت معالم “مغرب الصعود الاقتصادي والاجتماعي”، فإن ترجمتها على أرض الواقع تقتضي إرادة قوية من الفاعلين المحليين والمؤسسات العمومية والخاصة، لضمان أن تصل خدمات القرن الواحد والعشرين إلى كل قرية ومركز حضري في الأقاليم الجنوبية والمغرب عامة.

الاخبار العاجلة