العيون الآن.
في خطوة نوعية تعكس وعي الفاعلين الإعلاميين والحقوقيين بأهمية الثورة الرقمية في تعزيز السيادة الوطنية، أطلق المركز الأطلسي للصحافة وتكنولوجيا الإعلام بالصحراء، ومنظمة رابطة أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم، نداء من مدينة العيون، يدعو إلى تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في الإعلام والدبلوماسية الرقمية كرافعة استراتيجية للدفاع عن عدالة قضية الصحراء المغربية.
وجاء في نص النداء أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفا تقنيا، بل تحول إلى أداة محورية في الإنتاج الصحفي وتحليل توجهات الرأي العام، مشيرين إلى أن الأتمتة الذكية في تحرير الأخبار تمنح فرصاً أكبر للانتشار، وتُمكّن من رصد الأخبار الزائفة والرد عليها في الزمن الحقيقي، مما يعزز المصداقية التحريرية ويواجه التضليل الإعلامي بفعالية أكبر.
وأكد النداء أن التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي تتيح للدبلوماسية المغربية إمكانيات نوعية، أبرزها الترجمة الفورية للبيانات الدبلوماسية متعددة اللغات، وتحليل التغطيات الإعلامية الدولية لقضية الصحراء، وهو ما يمكّن من فهم المواقف الخارجية استناداً إلى المعطيات الدقيقة، وليس الانطباعات، خصوصاً داخل المحافل الدولية متعددة الأطراف.
وفي السياق ذاته، أبرز الموقعون على النداء أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل درعاً رقمياً في مواجهة الدعاية العدائية والانفصالية، من خلال تعقّب الحسابات الوهمية، وتحليل الخطاب العدائي، وتفكيك بنيته، إلى جانب إنتاج خرائط تفاعلية زمنية تُظهر حملات التضليل الرقمي المرتبطة بالقضية الوطنية، ومصادرها، وطرق تمويلها.
كما شدد النداء على أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز أدوات المرافعة الرقمية، من خلال إنتاج محتوى بصري وتفاعلي متعدد اللغات يخاطب الرأي العام الدولي بلغة مبسطة ومقنعة، تُواكب متطلبات التواصل السياسي المعاصر، وتسهم في تلميع صورة المغرب كقوة إقليمية مدافعة عن حقوقها المشروعة.
واختتم النداء بالدعوة إلى إحداث مختبر وطني للذكاء الاصطناعي في خدمة الدبلوماسية الرقمية، يُعنى برصد التحولات التكنولوجية، وتطوير أدوات مفتوحة المصدر للمرافعة الرقمية، وتكوين شبكات شبابية مغربية عبر العالم متخصصة في تحليل الخطاب وصناعة المحتوى الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وذلك لتعزيز الحضور المغربي في الفضاءات الرقمية العالمية.