العيون الآن.
يوسف بوصولة
في خطابه السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، دعا جلالة الملك محمد السادس إلى تفعيل أمثل وجدي لآليات التنمية المستدامة للسواحل الوطنية، من خلال تنزيل القانون والمخطط الوطني الخاص بالساحل، بما يضمن التوازن بين التنمية المتسارعة لهذه الفضاءات ومتطلبات حمايتها البيئية، ويساهم في بناء اقتصاد بحري وطني يخلق الثروة وفرص الشغل.
ويأتي هذا التوجيه الملكي امتدادا لما ورد في خطاب العرش الأخير، الذي شدد فيه جلالته على ضرورة تسريع وتيرة التنمية الترابية ومحاربة الفوارق المجالية، في إطار رؤية شمولية تجعل من استدامة الموارد الطبيعية ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
وفي قراءة ميدانية لهذه التوجيهات، عبر حمزة التومي، الكاتب العام للكنفدرالية المغربية لتجار السمك بالجملة في تصريح لجريدة العيون الآن، عن فخره العميق بإشارة جلالته إلى قطاع الصيد البحري والاقتصاد الأزرق، مؤكدا أن “مجرد ذكر هذا القطاع الحيوي في الخطاب الملكي هو مكسب كبير للمهنيين والسياسيين الفاعلين في القطاع، لنه يعكس اهتمام المؤسسة الملكية بتحديات القطاع وواقعه اليومي”.
وأضاف التومي أن “مطالبنا المتعلقة بتحسين الوضعية الاجتماعية والمهنية، وتنظيم تجارة السمك وأساليب الصيد، وحماية الثروات البحرية، أصبحت تصل إلى أعلى المستويات، وهو دليل على تفاعل الدولة مع انشغالات المهنيين وحرصها على الاستماع إليهم”.
ودعا الفاعل المهني إلى تفعيل جدي وسريع للآليات المرتبطة بتنظيم المهنة وحماية البيئة البحرية، مؤكدا أن “الخطاب الملكي وضع خريطة طريق واضحة للحفاظ على استدامة كل ما هو بحري، بما في ذلك تحسين شروط العمل ومردودية الاستثمار في هذا المجال”.
وعن واقع الأقاليم الجنوبية، شدد التومي على ضرورة استثمار السواحل الجنوبية في بعدها السياحي والاقتصادي، مبرزا أن مدنا مثل المرسى تتوفر على مؤهلات كبيرة لم تستغل بعد بالشكل الأمثل.
وقال في هذا السياق: “مشاريع مثل الكورنيش بالمرسى لم تكتمل منذ سنوات، في حين يمكن أن تتحول هذه الفضاءات إلى رافعة اقتصادية وسياحية مهمة، تترجم رؤية الخطاب الملكي على أرض الواقع”.
وختم التومي تصريحه بالتأكيد على أن “استثمار الشريط الساحلي للأقاليم الجنوبية لا يعني فقط استغلال الثروة السمكية، بل يشمل كذلك تنمية المجالات الترفيهية والسياحية والصناعية، بما يجعل من العيون وجهة بحرية واعدة ومنارة اقتصادية متعددة المجالات”.
