العيون الآن
يوسف بوصولة
التناقض الجزائري.. تصدير بالملايين لإسرائيل بينما تهاجم المغرب!
في الوقت الذي لا يفوت فيه النظام الجزائري فرصة لمهاجمة المغرب بسبب استئنافه لعلاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، تكشف التقارير الاقتصادية الدولية عن مفارقة صارخة: الجزائر نفسها تحتل المرتبة الرابعة عربيًا في تصدير المنتجات إلى إسرائيل، وفقًا لبيانات مركز التعقيد الاقتصادي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وفقًا لبيانات المركز، بلغ حجم الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل:
• 30.5 مليون دولار عام 2017، مع تصدر شحنات الهيدروجين المستخرج من الغاز الطبيعي الجزائري.
• 9.77 مليون دولار عام 2020، رغم تصعيد الجزائر لخطابها المناهض للتطبيع.
• 14.9 مليون دولار عام 2021، وهي السنة التي كانت فيها الجزائر توجه اتهامات للمغرب بسبب عودة العلاقات مع إسرائيل.
• أكثر من 21 مليون دولار عام 2022، في وقت كانت فيه الصادرات المغربية نحو إسرائيل تتراجع بشكل ملحوظ، حيث انتقلت من 64 مليون دولار عام 2018 إلى 10.2 مليون دولار عام 2020.
وفقًا لقاعدة بيانات UN Comtrade التابعة للأمم المتحدة، تتصدر المواد الكيماوية العضوية ومركبات المعادن النادرة قائمة الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل.
في المقابل، تتركز الصادرات المغربية على المنتجات الفلاحية مثل الخضروات، الفواكه، المكسرات، الأسماك واللحوم، وهو ما يبرز الفرق الشاسع بين طبيعة المبادلات التجارية لكلا البلدين.
هذه الأرقام تُسقط القناع عن الخطاب الرسمي الجزائري، الذي يهاجم المغرب في كل مناسبة بسبب سيادته على قراراته الدبلوماسية، بينما يواصل في الخفاء تعزيز مبادلاته التجارية مع إسرائيل.
ولعل التصريحات الأخيرة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تعكس هذا التناقض، حيث صرح في مقابلة مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية قائلاً: “الجزائر ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بمجرد إقامة دولة فلسطينية”، مؤكدًا أن “الرئيسين السابقين الشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة لم تكن لديهما أي مشكلة مع إسرائيل”.
على عكس الجزائر، يتبنى المغرب سياسة خارجية متزنة وشفافة، حيث يعزز شراكاته الدولية وفق مصالحه السيادية والوطنية، دون ازدواجية في الخطاب أو خلط بين الشعارات السياسية والحقائق الاقتصادية.
بينما ترفع الجزائر شعارات مناهضة للتطبيع، تكشف البيانات أن الاقتصاد الجزائري مرتبط بشكل مباشر بإسرائيل، ليبقى السؤال المطروح: **هل يستطيع النظام الجزائري مواجهة هذه الحقائق؟ أم سيواصل توزيع التهم.