العيون الآن
ملعين الحافظ _ العيون
البوليساريو بين التمرد الداخلي وتفكك القيادة ومخيمات تندوف على حافة الانفجار..
بعد عقود طويلة من الترهيب والتخويف، باتت قيادة جبهة البوليساريو، أو ما يطلق عليها الآن “عصافير القيادة”، موضع سخرية بين الصحراويين في مخيمات تندوف. الخلافات الداخلية والتلاسن بين قيادات الصف الأول كشفت عن حالة التفكك والانقسام التي تعاني منها الجبهة، حيث تباعدت مواقف القادة ولم يعد يجمعهم سوى الاجتماعات الضرورية، حتى أن المصافحة وتبادل التحية باتا نادرين بينهم.
تحركات البشير مصطفى السيد وأبي البشير بشرايا وعدد من الأطر الموالية لهما لم تكن المظاهر الوحيدة للتمرد على إبراهيم غالي، فقد خرجت قيادات أخرى بارزة مثل محمد سالم ولد السالك، لتنضم إلى صفوف الكوادر الغاضبة والمعارضة. في المقابل، أفشلت الجزائر محاولة انقلابية قام بها عدد من القادة العسكريين داخل ما يسمى بـ”الجيش الصحراوي” الشهر الماضي.
لم تعد محاولات الانقلاب الفاشلة مصدر القلق الوحيد لإبراهيم غالي ومؤيديه، بل ازداد الخوف من تصاعد التمرد بين صفوف كبار القادة الذين يمتلكون نفوذا كبيرا وثروات قادرة على إسقاطه. ما يحد من تحركهم حتى الآن هو الخوف من ارتكاب أخطاء استراتيجية قد تؤدي إلى ردود فعل داخلية وخارجية، خاصة من الجزائر التي تتحكم في كل الأطراف.
الظروف الكارثية التي وصلت إليها جبهة البوليساريو جعلت المخيمات أشبه بساحة حرب مفتوحة. كل طرف يسعى لاستعراض قوته بطرق غير قانونية، مثل توظيف اللصوص وقطاع الطرق أو حتى تجار المخدرات، مما يعكس فشل المنظومة الأمنية تحت قيادة إبراهيم غالي. هذا الوضع زاد من قناعة سكان المخيمات بضرورة التخلص من هذه القيادة بأي وسيلة ممكنة، سواء بالسجن أو الإقامة الجبرية أو حتى تعيينهم في مجلس استشاري.
الصحراويون مقتنعون بأن القيادة الحالية أضاعت عليهم فرصا تاريخية، ويخشون أن تضيع فرصة الحكم الذاتي المقترحة من المغرب، والتي يعتبرونها آخر أمل لحل النزاع المفتعل حول الصحراء. يزداد القلق من أن تبقى القيادة الحالية أو تستبدل بمن يشبهها في التفكير، مما يعني استمرار الضياع لأجيال قادمة.
في ظل هذا الوضع، يبدو أن التحرك العاجل لاقتلاع القيادة الفاشلة أصبح مسألة وقت، سواء كان ذلك من داخل الجبهة نفسها أو من أبناء المخيمات المضطهدين في تندوف. الخيار الوحيد المتبقي أمام الصحراويين هو التحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.