العيون الآن
الحافظ ملعين//العيون
شنقريحة في قلب الحكومة..هيمنة العسكر تتجدد في الجزائر..
شهدت الجزائر تطورا سياسيا بارزا مع انضمام الجنرال السعيد شنقريحة، البالغ من العمر 80 عاما، إلى الحكومة الجديدة في منصب وزير منتدب لدى وزير الدفاع ورئيسا لأركان الجيش، بدءا من يوم الاثنين 18 نونبر. هذا التعيين يعد تتويجا لدوره البارز في دعم الرئيس عبد المجيد تبون خلال حملته للولاية الثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 7 سبتمبر.
يشير هذا القرار إلى تعزيز سيطرة المؤسسة العسكرية على المناصب العليا ومفاصل السلطة في الجزائر، بما في ذلك الاقتصاد. وقد أصبح شنقريحة، بتعيينه الجديد، الشخصية الثانية في البلاد بعد الوزير الأول، نذير العرباوي، حسب الترتيب البروتوكولي، ما يؤكد على استمرار النفوذ العسكري في السلطة التنفيذية.
ومن المعروف أن حقيبة الدفاع في الجزائر تدار من قبل الرئيس نفسه، وهي تقليد بدأه الرئيس الراحل هواري بومدين عقب انقلاب عام 1965، ما يعكس الترابط الوثيق بين الجيش والسلطة السياسية. هذه الممارسات تكرس نمطًا من الحكم يضع الجيش في موقع القيادة الفعلية للبلاد.
تأتي ترقية الجنرال شنقريحة بعد سنوات من الانتظار، حيث كان يطمح لهذا المنصب منذ عام 2021، في إطار استكمال مسيرة سلفه الجنرال أحمد قايد صالح، الذي تقلد منصب رئيس أركان الجيش ونائب وزير الدفاع بين عامي 2013 و2019. وقد شكل قايد صالح، حتى وفاته في ديسمبر 2019، محورا هاما في هيكل السلطة العسكرية والسياسية.
بهذا التعيين، تعززت قبضة المؤسسة العسكرية على الساحة الجزائرية، ما أثار التساؤلات حول مستقبل التوازن بين القوى المدنية والعسكرية في البلاد، ومدى تأثير ذلك على الحياة السياسية والاقتصادية في المرحلة المقبلة.