العيون الآن
يوسف بوصولة//العيون
الإعلام وتعزيز الهوية الثقافية في كأس العالم 2030
يعد الإعلام شريكًا أساسيًا في تسليط الضوء على الأبعاد الثقافية للأحداث العالمية الكبرى، ومنها كأس العالم 2030 الذي سيستضيفه المغرب. حيث سيساهم في إبراز الهوية الحضارية للمغرب وتعزيز حضوره كمنصة للتلاقي الثقافي بين الشعوب. ويشكل هذا الحدث فرصة استثنائية للإعلام لتقديم صورة تعكس غنى التنوع الثقافي وقوة الرياضة في توحيد العالم.
في هذا السياق، تزامنًا مع اليوم الوطني للإعلام والاتصال الذي يصادف 15 نونبر من كل سنة، ومع استعداد المملكة المغربية لاستضافة فعاليات كأس العالم 2030، نظم نادي الصحراء للإعلام والاتصال ندوة تحت شعار: “كأس العالم بالمغرب… الوجه الثقافي للعرب وباقي دول العالم وانتظارات المغاربة من الإعلام الرياضي”.
بحضور شخصيات إعلامية، رياضية، نقابية، باحثين أكاديميين وممثلي المجتمع المدني، انطلقت الندوة بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وتحية العلم، بكلمات ألقاها كل من مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، نائب رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، رئيسة الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، رئيس الرابطة الوطنية للصحفيين الرياضيين، وعضوة نادي الصحراء للإعلام والاتصال. أشادوا بدور الإعلام والإعلاميين في التعريف بالثقافة والتراث المغربي، ومكانة المملكة في العالم باعتبارها بوابة إفريقيا. كما أشادوا بدور الإعلام الرياضي الذي تجاوز نقل الأخبار إلى “الدبلوماسية الرياضية” التي تعكس هوية المغرب وتراثه وثقافته العريقة من خلال التظاهرات الرياضية، خاصة أن المغرب مقبل على تنظيم واحتضان تظاهرات إقليمية ودولية.
وأكد المتحدثون على ضرورة التكوين والبحث العلمي لتجاوز مرحلة نقل الخبر إلى التحليل والتفسير والتوضيح. كما شددوا على أهمية الاهتمام بالإعلام والإعلاميين لمواكبة التحولات العالمية في القطاع.
في خضم هذا الحفل، تم تكريم كل من الرياضي واللاعب الدولي حسن ناظر، لاعب سابق للمنتخب المغربي ومجموعة من الأندية الأوروبية، بالإضافة إلى صحفيين رياضيين تألقوا في مسيرتهم الإعلامية، خاصة على المستوى الرياضي.
انطلقت أطوار الحفل بدائرة مستديرة لمناقشة موضوع الندوة. حيث ناقش السيد توفيق البرديحي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، ثالوث الصحافة والرياضة وحقوق الإنسان، معتبرًا أن الصحافة نافذة لحرية التعبير والديمقراطية، وأن الإعلام هو إحدى أهم قنوات التنشئة الاجتماعية. وأشار البرديحي إلى أن الرياضة لم تعد مجرد ممارسة فردية أو جماعية، بل أصبحت وسيلة لربط الشعوب، مؤكدًا أن الشراكة الدولية بين المغرب، إسبانيا، والبرتغال لتنظيم كأس العالم تجسد مبدأ نبذ التمييز والعنصرية وتحقيق المساواة في المشاركة الرياضية.
من جهته، أضاف السيد منصف اليازغي، دكتور متخصص في الإعلام الرياضي، أن الرياضة تتجاوز مفهوم التنافسية إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ إنها تجسد الثقافة والهوية للشعوب. كما سلط الضوء على الإعلام الجهوي، مشددًا على ضرورة استغلال قدراته وكفاءاته في تغطية الأحداث الرياضية بطرق إبداعية بدلًا من الاعتماد على المصادر الأجنبية في نقل الأخبار الرياضية المحلية والوطنية.
وفي هذا السياق، أضاف السيد عبد الله جداد، رئيس القسم الرياضي بقناة العيون الجهوية، أن للإعلام الجهوي دورًا كبيرًا في التنسيق والتواصل مع الإعلام الدوليي، معتبرًا أن هذا الدور لا يقتصر فقط على نقل الخبر، بل يشمل إبراز الوجه الحضاري، الثقافي، والتاريخي للمملكة باعتبارها مستضيفة لهذه التظاهرة.
في ختام هذا الحفل الذي يخلد اليوم الوطني للإعلام، رفعت برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، باسم خادم الأعتاب الشريفة السيد عبد الله جداد، رئيس نادي الصحراء للإعلام والاتصال.