العيون الآن.
احتضنت غرفة التجارة والصناعة بمدينة ريوس الإسبانية أول أمس الثلاثاء لقاء اقتصاديا رفيع المستوى خصص لاستعراض المؤهلات الاستثمارية التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية وذلك في سياق فعاليات مهرجان “المغرب في طراغونة”. عرف هذا الحدث مشاركة فاعلين مؤسساتيين ومهنيين من إقليم كاتالونيا، سلط الضوء على الإمكانات التنموية التي تجعل من الصحراء المغربية منصة اقتصادية واعدة على المستويين الإقليمي والدولي.
جاء هذا اللقاء ليؤكد موقع الأقاليم الجنوبية كمجال استراتيجي حيوي بفضل مشاريع كبرى تشكل دعائم رئيسية في تطوير البنية الاقتصادية من ضمنها ميناء الداخلة الأطلسي والطريق المزدوج الرابط بين تزنيت والداخلة إلى جانب فرص واعدة في مجالات الاقتصاد الأزرق والطاقة المتجددة والصناعات الغذائية واللوجستية، ما يعزز تموقع المنطقة كجسر تجاري واستثماري بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا.
في كلمتها خلال اللقاء أكدت القنصل العام للمملكة المغربية بطراغونة إكرام شاهين أن الدينامية المتزايدة للعلاقات الاقتصادية بين المغرب وكاتالونيا تعكس عمق الروابط التاريخية والمصالح المتبادلة بين الجانبين. وأبرزت أن أكثر من ألف شركة كاتالونية تصدر منتجاتها بانتظام إلى السوق المغربية، في حين تتواجد حوالي 300 شركة كاتالونية بشكل دائم داخل المملكة، ما يدل على الثقة الكبيرة التي تحظى بها البيئة الاستثمارية المغربية لدى الشركاء الإسبان.
كما أوضحت شاهين أن المملكة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، استطاعت أن تؤسس مناخا اقتصاديا مستقراً ومحفزا بفضل سلسلة من الإصلاحات الهيكلية الشاملة التي مكنتها من التحول إلى منصة صناعية وتصديرية ذات جاذبية دولية. وأضافت أن جهة الداخلة وادي الذهب تمثل نموذجا تنمويا متفردا بفضل موقعها الجغرافي المتميز ومشاريعها التنموية الطموحة التي تمنحها مكانة محورية في معادلة الربط الاقتصادي بين القارات الثلاث.
بدورها أكدت روزاريو جيلابير غارسيا المديرة الإقليمية للتجارة، أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، ولا سيما مع جهة كاتالونيا تتسم بالمتانة والعمق بالنظر إلى التاريخ المشترك والمصالح الاقتصادية المتداخلة بين الطرفين. واعتبرت أن هذا التعاون الوثيق في قطاعات استراتيجية متعددة يشكل عاملا رئيسيا في تعزيز المبادلات التجارية الثنائية، وجذب استثمارات نوعية تعود بالنفع على اقتصاد البلدين.
شهد اللقاء اهتماما متزايدا من قبل عدد من رجال الأعمال الكتالونيين الذين عبروا عن رغبتهم في استكشاف السوق المغربية بشكل أوسع مستحضرين ما توفره المملكة من مناخ أعمال تنافسي، وبيئة قانونية وتنظيمية مشجعة فضلا عن القرب الجغرافي والتقارب الثقافي، ما يجعل من المغرب وجهة مثالية لإطلاق مشاريع مشتركة ذات مردودية عالية.
وفي هذا السياق أكدت أميرة حرمة الله رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الداخلة وادي الذهب أن اللقاء شكّل مناسبة محورية للتعريف بالمؤهلات الاقتصادية الغنية التي تتوفر عليها الجهة، والترويج لفرص استثمارية واعدة في قطاعات حيوية كالصناعة الفلاحية والطاقات المتجددة والاقتصاد الأزرق والخدمات اللوجستية.
دعت المسؤولة رجال الأعمال الكتالونيين إلى الانفتاح على الإمكانات الاستثمارية التي تتيحها جهة الداخلة وادي الذهب والعمل على إرساء شراكات مثمرة بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة ونظرائهم الإسبان، بما يسهم في بناء جسور تعاون طويلة الأمد تخدم مصالح الطرفين وتعزز التكامل الاقتصادي بين الضفتين.