العيون الآن.
طارق أخراب / بوجدور.
في الجنوب المغربي، وتحديداً من قلب مدينة بوجدور، تشقّ حليمة أولاد علي طريقا رياضيا استثنائياً، لتكتب اسمها كأول مدربة في الصحراء المغربية تتوّج برتبة Phase 5 في فن Kali Silat Evolution، وهو فن قتالي حديث يجمع بين القوة والدقة والتقنيات الدفاعية العالية، ويعد من التخصصات النادرة ضمن حقل الفنون القتالية المعترف بها تحت لواء الجامعة الملكية المغربية للأيكيدو واليايدو وفنون الحرب.
لكن هذا التتويج ليس سوى محطة ضمن مسار متنوع، حيث تشتغل حليمة منذ سنوات كـمنشطة رياضة وصحة بمؤسسة ابتدائية سيدي أحمد ابدا ببوجدور، تغرس في قلوب التلاميذ حب الرياضة والانضباط، وقد قادت فريق مؤسستها العام الماضي لتحقيق الرتبة الاولى جهويا في إنجاز تربوي ورياضي مشرف.
في سجلها أيضاً، أنها حاصلة على الحزام الأسود – الدرجة الأولى في رياضة الكراطي، ما جعلها تكتسب الصرامة والانضباط الذهني والجسدي، وهي صفات عززتها من خلال عملها المتواصل كـمدربة في الفيتنيس تخصص نساء لأكثر من خمس سنوات. وقد جمعت في هذا المجال بين ما هو جسدي وصحي، مستفيدة من تكوينها كمنشطة رياضية وصحية، لتقدّم برامج متكاملة تهدف إلى تحسين اللياقة، الوقاية من الإصابات، وتعزيز الثقة بالنفس لدى النساء.
أما دخولها لعالم Kali Silat, فقد كان مغامرة جديدة تترجم شغفها الدائم باكتشاف رياضات نوعية وتحدي الصور النمطية. لم تلبث أن أصبحت أول مدربة مغربية لهذا الفن بالمغرب، وأول امرأة جنوب المملكة تتحصل على رتبة Phase 5، ثم تُتوج لاحقاً بـرتبة Phase S، لتصبح رمزاً نسوياً في ساحة يغلب عليها الطابع الذكوري.
حليمة أولاد علي ليست فقط رياضية؛ بل نموذج للمرأة التي صنعت ذاتها بالتكوين والعمل والمثابرة. هي اليوم مرآة للنجاح النسائي في مجالات ظلت مغلقة لسنوات، ورسالة ملهمة لكل من يملك الشغف والشجاعة للسير عكس التيار.