النائبة فطراس تدق ناقوس الخطر: “جريمة مكتملة الأركان تطال الموروث الأثري بجبل بوايدو-إقليم كلميم”

محرر مقالات26 أكتوبر 2025
النائبة فطراس تدق ناقوس الخطر: “جريمة مكتملة الأركان تطال الموروث الأثري بجبل بوايدو-إقليم كلميم”

العيون الآن.

 

دقت النائبة البرلمانية حنان فطراس، عضو الفريق الاشتراكي–المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، ناقوس الخطر إزاء ما وصفته بـ“الجريمة المكتملة الأركان” التي تستهدف الموروث الأثري بجبل بوايدو، الكائن بدوار تينزرت بجماعة تغجيجت، إقليم كلميم، بعد شروع جرافات في تدمير نقوش صخرية يعود تاريخها لآلاف السنين.

وقالت فطراس في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك” إن “أيدي الجرافات تمتد في جبل بوايدو، حيث النقوش الصخرية الضاربة في عمق التاريخ، لتسقط أحجارا لا تُقدر بثمن، وتمحى معها شواهد حضارية توثق للحضارات العريقة التي سكنت هذه الأرض، وتركت بصماتها على الصخر قبل أن تُكتب على الورق”.

وأضافت النائبة البرلمانية أن “ما يجري في دوار تينزرت ليس تجاوزت إداريا ولا ورشا عشوائيا، بل جريمة مكتملة الأركان في حق الذاكرة المغربية والإنسانية، نقف أمامها ونحن نحمل وجع التاريخ وغيرة الأجيال التي لن تغفر لنا هذا الصمت”.

 

وأبرزت فطراس أن “تلك النقوش ليست رسوما بدائية كما يتوهم البعض، بل مكتبة مفتوحة على الصخور تروي قصة الإنسان القديم، وصيده، وطقوسه، ورموزه، وتفاعله مع بيئته”، مؤكدة أن “هذا الإرث يجعل من الجنوب المغربي مرجعا عالميا لدراسة بدايات الحضارة، ومفخرة وطنية لا تقدر بثمن”.

وتابعت قائلة: “هؤلاء الذين نقشوا الصخر في تغجيجت هم من أقدم الحضارات التي عاشت على هذه الأرض، تركوا إرثهم في صخورنا قبل أن نكتب نحن اليوم على الورق، فحفروا ذاكرة أولى للحياة والثقافة، وجعلوا من المغرب متحفا مفتوحا للعالم”.

 

انتقدت فطراس ما وصفته بـ“المشهد الذي يثير الأسى”، مشيرة إلى “وجود شركات تفتح مقالع غير مرخصة تقتلع فيها الأحجار المنقوشة، في انتهاك صارخ للقانون، وسط صمت وتغاضٍ من جهات من المفترض أن تحمي هذا التراث لا أن تتركه فريسة للطمع”.

 

وتساءلت النائبة: “هل يُعقل أن تتحرك الجرافات أسرع من وزارة الثقافة؟ وهل يُعقل أن تُطمس آثار عمرها آلاف السنين قبل صدور بيان استنكار رسمي؟ وأي عبث يجعلنا نهدر تراثا عمره آلاف السنين في زمن نباهي فيه بالتحول الرقمي؟”.

 

وأكدت أن “ما يحدث في جبل بوايدو ليس حادثا عرضيا، بل وجه من وجوه الجهل المؤسس الذي يتعامل مع التاريخ وكأنه كومة أحجار لا قيمة لها”، معتبرة أن “هذه الجريمة لا تمس الجنوب وحده، بل تمس كرامة المغرب وتاريخه العميق”.

 

وختمت فطراس دعوتها بـ“تدخل فوري من السلطات العليا لوقف هذه المهزلة، وفتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤوليات، ومحاسبة كل من ساهم في هذا التخريب، بالتغاضي أو بالصمت أو بالفعل المباشر”.

الاخبار العاجلة