إقصاء المقاولات الصغرى يشعل الجدل قبل مناظرة الإشهار الوطنية

محرر مقالات7 أكتوبر 2025
إقصاء المقاولات الصغرى يشعل الجدل قبل مناظرة الإشهار الوطنية

العيون الآن.

 

في خطوة تصعيدية تعبّر عن حالة الاحتقان داخل الوسط الإعلامي المغربي، أعلن اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى مقاطعته الرسمية لأشغال المناظرة الوطنية حول الإشهار، المزمع تنظيمها يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 بمدينة الدار البيضاء، تحت إشراف قطاع التواصل بوزارة الشباب والثقافة والتواصل.

 

وأوضح الاتحاد، في بلاغ له، أن قرار المقاطعة جاء احتجاجاً على ما وصفه بالإقصاء المتعمد الذي طال تمثيليته خلال مرحلة التحضير للمناظرة، رغم كونه يمثل “النسيج الأوسع للمقاولات الصحفية الورقية والإلكترونية المعترف بها قانوناً”، مشيراً إلى أنه كان من أوائل الهيئات التي أثارت ملف إصلاح منظومة الإشهار العمومي والإعلانات الإدارية والقضائية وقدّمت تصورات واقتراحات عملية بهذا الخصوص، “دون أن تجد تفاعلاً من الجهة الوصية”.

 

وشدّد الاتحاد على أن تهميشه من المشاركة في مناظرة وطنية بهذا الحجم يكرّس نهج الإقصاء والتمييز ضد المقاولات الإعلامية الصغرى، التي تُعدّ الأكثر تضرراً من “الفوضى التي تسود سوق الإشهار”، معتبراً أن تغييبها “يفقد النقاش حول مستقبل القطاع توازنه ومصداقيته”.

 

ولم يُخفِ الاتحاد انتقاده لما وصفه بـ**“الإصرار الحكومي على استبعاد الفاعلين المستقلين والصغار من الملفات الكبرى”**، بدءاً من مرسوم الدعم العمومي، مروراً بمشروع قانون المجلس الوطني للصحافة، ووصولاً إلى هذه المناظرة، معتبراً أن هذا السلوك “يكشف توجهاً ممنهجاً يروم تكريس الريع والطبقية داخل الجسم الإعلامي”.

 

وفي المقابل، دعا الاتحاد إلى إحداث وكالة وطنية مستقلة للإشهار، ترتكز على مبادئ الشفافية والعدالة وتقطع مع منطق الزبونية السياسية، حتى يتحول الإشهار العمومي إلى “رافعة لتطوير الإعلام المسؤول لا وسيلة لتكميم الأصوات أو شراء الولاءات”.

 

وأكد الاتحاد أن أي خلاصات أو توصيات تصدر عن المناظرة دون مشاركة المقاولات الصحفية الصغرى “تفتقر إلى الشرعية والمصداقية”، لأنها “تُقصي طرفاً مهنياً أساسياً يمثل صوت الإعلام المحلي والجهوي”.

 

واختُتم البلاغ بدعوة صريحة إلى إطلاق حوار وطني شامل ومسؤول حول مستقبل الإشهار العمومي والإعلام الجهوي، بمشاركة جميع الفاعلين دون استثناء، في انسجام مع التوجيهات الملكية الداعية إلى العدالة المجالية والمهنية في توزيع الدعم والفرص.

 

وهكذا، يبدو أن المشهد الإعلامي المغربي يدخل مرحلة جديدة من التجاذب، عنوانها البارز: إصلاح مؤجل.. وإقصاء حاضر. فهل ستستجيب الوزارة لنداء الحوار وتعيد الثقة إلى الفاعلين الصغار في الميدان؟

 

 

الاخبار العاجلة