تقرير أنطونيو غوتيريس يكشف التوترات الميدانية ومكامن التعثر السياسي في ملف الصحراء المغربية..

مدير الموقع4 أكتوبر 2024
تقرير أنطونيو غوتيريس يكشف التوترات الميدانية ومكامن التعثر السياسي في ملف الصحراء المغربية..

العيون الآن 

الحافظ ملعين _ العيون

تقرير أنطونيو غوتيريس يكشف التوترات الميدانية ومكامن التعثر السياسي في ملف الصحراء المغربية

في تقريره الأخير حول الحالة في الصحراء المغربية، قدم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، صورة شاملة ومعقدة حول الأوضاع الميدانية والسياسية في المنطقة، مشيرا إلى تصاعد التوترات العسكرية بين المغرب وجبهة البوليساريو، وتعثر العملية السياسية. التقرير الذي نشر في أكتوبر 2024 يتناول عدة جوانب رئيسية بما في ذلك الأعمال العدائية المستمرة، والجهود الأممية لإعادة إطلاق الحوار السياسي، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه بعثة المينورسو.

أحد المحاور البارزة في التقرير هو الهجمات المتزايدة التي شهدتها المنطقة، لا سيما “تفجيرات السمارة”، حيث تم إطلاق أربعة صواريخ شديدة الانفجار من عيار 122 ملم، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين في أكتوبر 2023. الهجمات المتكررة على القوات المغربية قرب الجدار الرملي دفعت القوات المسلحة الملكية إلى تعزيز وجودها في المنطقة، بينما عبّر غوتيريش عن قلقه العميق إزاء التصعيد المستمر.

على المستوى السياسي، أكد انطوننيو غوتيريش أن جهود المبعوث الشخصي للصحراء، ستافان ذي ميستورا، لم تحقق تقدما يذكر، حيث يستمر الجمود في المفاوضات بين الأطراف المعنية. ورغم الدعوات المستمرة للحوار، فإن الخلافات الإقليمية والدولية تزيد من تعقيد الحلول الممكنة.

كما تناول التقرير ردود الفعل الإقليمية، بما في ذلك اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه وافتتاح قنصلية تشاد في الداخلة، وهي تطورات أثارت ردود فعل متباينة، خصوصا من الجزائر التي ترفض المشاركة في الموائد المستديرة بشأن الملف.

التقرير لم يغفل عن الإشارة إلى النشاطات الدبلوماسية التي قام بها المبعوث الشخصي دي ميستورا مع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجزائر وموريتانيا، إلا أن هذه المشاورات لم تسفر بعد عن أي انفراجة ملموسة.

فيما يتعلق بالأوضاع الميدانية، أكد غوتيريش أن جبهة البوليساريو مستمرة في تقييد تحركات بعثة المينورسو، مما يعيق تنفيذ مهامها بشكل كامل. وعلى الرغم من القيود، نفذت البعثة الأممية 1392 دورية شرق الجدار الرملي، في محاولة لمراقبة الأوضاع عن كثب.

التقرير يتناول أيضا التدابير المتخذة لمكافحة الألغام، حيث استأنفت الأمم المتحدة عمليات إزالة الألغام شرق الجدار الرملي لأول مرة منذ عام 2019. تم تطهير مساحة واسعة من الأراضي، مع تدمير عدة ألغام مضادة للأفراد والدبابات، في إطار جهود ضمان سلامة المدنيين والعسكريين في المنطقة.

ݣوتيريش أعرب عن أسفه لرفض جبهة البوليساريو لقاء قائد قوات المينورسو، مؤكدا أن هذا الأمر يعقد من فرص التوصل إلى تفاهمات ميدانية قد تساعد في الحد من التصعيد العسكري. كما أشار إلى غارات جوية شنتها القوات المسلحة الملكية باستخدام طائرات بدون طيار، دون أن تتمكن البعثة من تحديد المواقع المتضررة بشكل دقيق.

التوترات المستمرة انعكست أيضا على الجانب السياسي، حيث أكد المغرب تمسكه بمبادرة الحكم الذاتي كإطار وحيد للحل، بينما تتمسك جبهة البوليساريو  بالاسطوانة المشروخة والمتمثلة في حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. هذه المواقف المتباينة تعيق التوصل إلى حلول وسط حسب التقرير، وهذا المفارقات تزيد من احتمالات استمرار الجمود السياسي.

ويبرز تقرير غوتيريش أهمية التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة، لكنه لا يخفي الصعوبات الكبيرة التي تواجه هذه الجهود في ظل استمرار الأعمال العدائية الميدانية وتفاقم التوترات الإقليمية والدولية.

مجلس الأمن الدولي من المتوقع أن يناقش التقرير خلال الأسابيع المقبلة، مع إمكانية اتخاذ قرارات جديدة تهدف إلى كسر الجمود الحالي وتحقيق تقدم ملموس في مسار التسوية.

Breaking News