دي ميستورا يسارع الخطى لحزم حقائب السفر اللاعودة من ملف الصحراء المفتعل..

مدير الموقع26 يونيو 2024
دي ميستورا يسارع الخطى لحزم حقائب السفر اللاعودة من ملف الصحراء المفتعل..

العيون الآن 

المحلل السياسي السالك رحال _العيون

دي ميستورا يسارع الخطى لحزم حقائب السفر اللاعودة من ملف الصحراء المفتعل..

ستيفان ديمستورا مزدوج الجنسية بين الإيطالي السويدي يبدو أنه يسارع الخطى لحزم البقية الباقية من حقائب السفر نحو اللاعودة ليترك كسابقيه الباب وراءه مفتوحا على رياح السيروكو لملف جاوز النصف قرن من الزمن دون وجود بصيص امل سياسي للحل.

ومن علامات تخلي المسؤول الأممي عن الملف خرجته الأخيرة المفاجئة منذ شهرين يصف من خلالها بالصوت والصورة قضية الصحراء بالمرض العضال المزمن الذي لايجد ولن يجد له اي طبيب العلاج سوى بعض المسكنات الزائفة والخداعة وكأنه يعد العدة لرحيل آمن ومبرر بعد سنوات عجاف لم يستطع لا هو ولا من سبقوه من كبار الوسطاء الدوليين من أمثال جيمس بيكر الثالث و كريستوفر روس وهورست كوهلر وغيرهم لم يستطيعوا سبيلا لانجاح ولو جلسة مفاوضات مباشرة للمضي قدما للعملية السياسية صوب التسوية فكيف بحل شامل لهذا الملف الجيوستراتيجي الشائك.

دي ميستورا من خلال ذلك الفيديو والتصريح المفاجئ يرفع الراية البيضاء مستسلما لقدره قبل غيره كونه كرر الشيء نفسه(الاستقالة) في وساطته الأممية حول القضيتين السورية واليمنية اللتين لاتقلان تعقيدا عن القضية الصحراوية.

قد لا تكون مفاجأة غريبة في نزاع الصحراء لكنها ستكون مؤلمة في توقيتها الصعب الذي قد لا يتجاوز خمسة اسابيع اي قبل تقديم الامين العام للأمم المتحدة تقريره السنوي حول التطورات فيما يتعلق بالحالة في المنطقة .

دي ميستورا معروف عنه شجاعته وصراحته منقطعة النظير في مسألة واحدة فقط ، هي عندما يعلن استقالته المكتوبة للأمين العام للأمم المتحدة، وإن صحت هذه التوقعات سوف يظطر كوتييرس في وقت ليس بالقصير إلى البحث والتشاور حول البديل الذي يجب أن يحظى بقبول كافة اطراف النزاع. وبما أن كل المبعوثين الشخصيين للأمين العام للأمم كانوا رجالا فمن المتوقع أن يتم البحث في العنصر النسوي عله يكون بارعا في الوساطة السياسية.

وعلى هذا الأساس تظهر اسماء لامعة في السياسة الدولية يتعلق الأمر مثلا بأنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا سابقا تلك المرأة التي توصف بالمرأة الحديدة من مواليد 1954 دكتواره في الكيمياء الفيزيائية السياسية محنكة نجحت في قيادة بلادها عدة سنوات تحظى اليوم رفقة زوجها أورليش مريكل بتقاعد مريح في إحدى البلدات الهادئة بألمانيا، وبما أنها إن وافقت على العرض الأممي لابد لها من قبول اطراف النزاع لم تكن مواقف المسؤولة الألمانية بخصوص قضية الصحراء وخصوصا مبادرة الحكم الذاتي بالشكل الذي يرضي الحكومة المغربية بحسب بعض المراقبين الشيء الذي قد يؤثر على حيادها المفروض كوسيطة اممية لملف حساس مثل ملف الصحراء.. مع وجود فرضية رفضها الفوري لعرض مثل هذا كونها قد تفضل التواري عن الظهور مجددا والاكتفاء بحياة هادئة في جبال ألمانيا الباردة بعيدا عن حرارة الصحراء الساخنة.

الاسم النسوي الاخر الذي قد يحظى بقوة الاختيار يتعلق بكوندوليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابقة ومستشارة الامن القومي الأمريكي لأربع سنوات، وهي من مواليد 1954 ايضا دكتوراه في الفلسفة وشخصية أمريكية قوية في الحزب الجمهوري من أصول أمريكية أفريقية تركت بصماتها في عدة ملفات منها رؤية الشرق الأوسط الجديد أو في مايعرف بالفوضى الخلاقة. شخصية قوية وحازمة قد تلعب دورا مهما في التسريع بالحل السياسي إن تم اختيارها لذلك خصوصا أنها قد تحظى بتأييد جميع الأطراف خصوصا المملكة المغربية التي سجلت لها مواقف سياسية مؤيدة لمبادرة الحكم الذاتي وللاصلاحات التي قادها الملك محمد السادس في مجالات الحكامة الجيدة والانفتاح السياسي ومدونة الأسرة. .

كما ستحظى بتأييد الجزائر لكونها من أوائل من ساند سياسة هذا البلد في مكافحة الارهاب وفي تشجيع سياسة السلم والمصالحة المدنية هناك، مؤشرات قد تنضاف ( إن صحت التوقعات ) إلى كونها من الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة القلم فيما يخص هذا النزاع وقد لا تتلقى كثير اعتراض، يتوقع كل هذا في ظل جمود مشبوه يعتري ملف الصحراء حيث كان من المنتظر خلال جلسة أبريل الماضي في نيويورك كشف تقرير بعثة المينورسو حول احداث استهداف مدينة السمارة بأربعة مقذوفات أودت بحياة مدني وجرحت اخرين وخلفت خسائر مادية في المدينة التي يفترض أن لاتدخل ضمن بنك الأهداف العسكرية في العمليات القتالية الشيء الذي يمكن معه وصف استهداف مدنيين آمنين في المدن بالعمل الإرهابي الذي تترتب عنه إجراءات فورية سواء على المستوى الدولي أو محليا من قبيل منع تكرار مثل ذلك الاستهداف عن طريق توسيع دائرة تأمين مدينة السمارة أو أي مكان آخر إلى مناطق شرق الجدار يصعب معها تكرار تلك العملية التي تتطلب مسافة معينة كافية للاستهداف خصوصا إذا علمنا أن عمر هلال المندوب الدائم للمملكة بنيويروك نقل عنه تأكيده للأمين العام للأمم المتحدة أن المينورسو اذا لم تقم بدورها كاملا شرق الجدار فسيفرض ذلك على الحكومة المغربية اتخاذ إجراءات احترازية لتامين مواطنيها كما حذر المسؤول المغربي من أن تلك العملية التي استهدفت مدينة السمارة لن تمر دون عقاب . كل هذا وذاك قد يحشر تنظيم البوليساريو في الزاوية إن تم وصفه على المستوى الدولي بالارهاب مما يستحيل معه الجلوس إلى طاولة المفاوضات حول الصحراء وتغيير الوجهة إلى الطرف الرئيسي الذي طالما اختبأ وراء البوليساريو. الطرف الجزائري.. على كل حال تبقى هذه توقعات محتملة في ظل الجمود الذي يعتري هذا الصراع . جمود أكثر المتضررين منه هم سكان مخيمات تيندوف ..

الاخبار العاجلة