كيف يمكن لحركة صحراويون من أجل السلام التأثير في ملف الصحراء الغربية 

محرر مقالات26 يونيو 2025
كيف يمكن لحركة صحراويون من أجل السلام التأثير في ملف الصحراء الغربية 

العيون الآن.

لمام أكماش : رئيس لجنة التعاون بحركة صحراويون أجل السلام.

 

لا تزال الصحراء الغربية غارقة في نزاع سياسي وإقليمي لم يتم حله منذ أكثر من أربعة عقود، وفي خضم الصراع التاريخي بين جبهة البوليساريو – التي تنادي بالاستقلال – والمغرب – الذي يقترح الحكم الذاتي تحت سيادته – يظهر صوت جديد يسعى إلى بناء الجسور حركة صحراويون من أجل السلام، تقترح هذه الحركة الفتية نسبيًا ولكنها آخذة في النمو بديلًا يقوم على الواقعية السياسية والسلام الدائم والتمثيل الصحراوي التعددي.

 

وتُعرّف حركة صحراويون من أجل السلام التي تأسست في أبريل 2020، نفسها على أنها حركة سياسية غير عنيفة، ولدت من رحم خيبة الأمل من قيادة جبهة البوليساريو والطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بين الأطراف المعنية بالنزاع، وتتألف الحركة من قادة سابقين في البوليساريو ونشطاء شباب وزعماء قبائل وأعضاء من الشتات الصحراوي، وتتمثل مهمتها الرئيسية في تقديم صوت للقطاعات المهمشة من الشعب الصحراوي والمساهمة في التوصل إلى حل سلمي.

 

وتؤكد أن البوليساريو لا تمثل مجموع الصحراويين وأن استراتيجيتها – التي كانت راكدة إلى حد كبير منذ وقف إطلاق النار عام 1991 – فشلت في إحراز تقدم كبير نحو تقرير المصير،

على الرغم من أن تأثيرهم الإعلامي والدبلوماسي لا يزال محدوداً، إلا أن صحراويون من أجل السلام بدأ يُؤخذ بعين الاعتبار في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية والأفريقية، خاصة لإصرارهم على كسر الوضع القائم. وقد قدمهم المغرب كمثال على ”الصحراويين المعتدلين“، الأمر الذي أثار انتقادات جبهة البوليساريو باعتبارها ”أداة مغربية“.

 

ومع ذلك، يحذر المراقبون الدوليون من أنه لا يمكن الاستهانة بالوزن الرمزي لحركة تدعو من داخل المجتمع الصحراوي نفسه، إلى تجاوز الاستقطاب وتسعى إلى مسارات قابلة للتطبيق والمصالحة والإسقاط نحو مستقبل أفضل.

 

وحتى تصبح حركة صحراويون من أجل السلام لاعباً رئيسياً في رسم المستقبل الصحراوي، فإنها تحتاج إلى تعزيز ثلاث ركائز أساسية.

 

الشرعية الداخلية: بناء دعم حقيقي داخل السكان الصحراويين، سواء في مخيمات اللاجئين أو في المناطق التي يسيطر عليها المغرب وفي الشتات.

 

قنوات حوار فعّالة: أن يتم قبولها من قبل المؤسسات الدولية (مثل الأمم المتحدة) كمحاور صالح، دون التخلي عن الانتقاد الحازم لجميع الأطراف الفاعلة في النزاع.

 

الالتزام برفاهية الصحراويين: إعطاء الأولوية للحقوق الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية للصحراويين، بعيداً عن الراية السياسية.

وإذا تمكنت الحركة من إحراز تقدم على هذه الجبهات، فيمكن حينها أن تلعب دورًا رئيسيًا في سيناريو المصالحة الإقليمية، وفي سياق التغييرات الجيوسياسية والتوازنات الجديدة في أفريقيا، يمكن أن يكون الصوت الوسط هو المحفز لحلول واقعية لم تكن ممكنة حتى الآن.

في الختام، لا تسعى حركة صحراويون من اجل السلام إلى الحلول محل البوليساريو أو الدفاع عن أطروحات المغرب، بل إلى خلق فضاء سياسي بديل في نزاع مرير مثل النزاع في الصحراء الغربية، حيث أصبحت المعاناة الإنسانية ثابتة وصامتة، فإن أي اقتراح يضع السلام والكرامة في المركز يستحق الاهتمام. ربما، كما يعلنون هم أنفسهم، ”لن يأتي السلام من الفرض أو الجمود، بل من الشجاعة لتخيل مستقبل مشترك“.

الاخبار العاجلة