العيون الآن
حمزة وتاسو//العيون
زيارة ماكرون إلى المغرب دبلوماسية جديدة وشراكة مستدامة
تشهد العلاقات المغربية-الفرنسية تحولا هاما مع زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، وهي أول زيارة من نوعها منذ عام 2013، تبدأ الزيارة مساء اليوم الإثنين، حيث يستضيف الملك محمد السادس الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت في إقامة ملكية لمدة ثلاثة أيام، في خطوة تهدف إلى إعادة بناء وتوطيد الروابط الثنائية التي شهدت توترات في السنوات الثلاث الماضية.
تأتي هذه الزيارة استجابة لدعوة من العاهل المغربي، الذي أعرب عن رغبته في تأسيس شراكة متينة ومستقرة بين البلدين، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي المغربي. وفي السياق ذاته، أكد قصر الإليزيه أن العلاقات بين المغرب وفرنسا ستدخل مرحلة جديدة، تسعى لخلق روابط قوية ومرنة تدوم لسنوات قادمة.
ومن المتوقع أن يكون هناك استقبال رسمي مميز لماكرون والوفد المرافق له في مطار الرباط سلا، حيث يستقبله الملك محمد السادس شخصيا على وقع 21 طلقة مدفعية. يلي هذا الاستقبال لقاء ثنائي يتناول قضايا متعددة منها الطاقة، المياه، التعليم، والأمن الداخلي، بالإضافة إلى توقيع عدة اتفاقيات في مجالات حيوية.
كما سيشهد اليوم الثاني من الزيارة خطابا يلقيه ماكرون أمام البرلمان المغربي بغرفتيه، في خطوة تاريخية تعزز عمق الشراكة بين البلدين، بالإضافة إلى حضور مراسم توقيع عقود تجارية ضمن منتدى اقتصادي كبير، يظهر مكانة فرنسا كمستثمر رئيسي في المغرب، حيث تعمل أكثر من 1300 شركة فرنسية في البلاد.
ومن أبرز الملفات التي سيتم تناولها خلال الزيارة ملف الهجرة، الذي شكل مصدر توتر في العلاقات الثنائية، إذ يسعى وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إلى تعزيز التعاون القنصلي بما يسهل إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم، خاصة وأن سياسة فرنسا في تقليص منح التأشيرات كانت قد أثارت بعض الفتور في العلاقات.
ملف الصحراء المغربية يمثل أيضا نقطة مهمة في جدول الزيارة، حيث يسعى المغرب لدعم موقفه بخصوص سيادته على الصحراء، خصوصًا بعد اعتراف الولايات المتحدة بهذا الحق عام 2020. وكان ماكرون قد صرح في وقت سابق بدعمه للسيادة المغربية في الإقليم، وهو موقف يساهم في تعزيز العلاقات بين الرباط وباريس، رغم ما قد يثيره من حساسيات مع الجزائر.
ختام الزيارة سيشهد مأدبة عشاء ملكية على شرف الرئيس الفرنسي، لتعكس رمزية العلاقات التاريخية بين البلدين وتفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك. تأتي هذه الزيارة في توقيت هام لكل من المغرب وفرنسا، حيث ينتظر أن تساهم في تجاوز الخلافات وتعزيز شراكة متجددة ترسخ مكانة البلدين على الساحة الإقليمية والدولية، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة في منطقة البحر المتوسط وأفريقيا.