العيون الآن.
يوسف بوصولة
دعا محمد ولد الرشيد رئيس مجلس المستشارين ورئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي اليوم الاثنين بمقر مجلس المستشارين بالرباط إلى العمل على سد الفجوة الرقمية التي تعاني منها العديد من دول الجنوب، مستثمرا الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحقيق تحول اقتصادي تنافسي.
وأكد ولد الرشيد خلال افتتاح النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب–جنوب، أن التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي أصبحا ركيزتين حاسمتين في صياغة مستقبل الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن الدول التي أحسنت تبني هذه الأدوات التقنية تمكنت من تحقيق قفزات نوعية في مختلف مجالات التنمية.
وأوضح المتحدث أن بلدان الجنوب تواجه تحديات كبيرة بسبب الفجوة الرقمية التي تحرمها من الاستفادة الكاملة من التحولات التكنولوجية المتسارعة، مما يفرض ضرورة تبني سياسات وطنية وإقليمية متقدمة لسد هذه الفجوة، بما يمكنها من الانتقال إلى اقتصاد معرفي حديث وتنافسي.
واعتبر ولد الرشيد أن الاقتصاد الرقمي لم يعد مجرد قطاع من القطاعات الاقتصادية بل تحول إلى العمود الفقري للاقتصادات الحديثة، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورا محوريا في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي، مع توقعات بأن يضيف مليارات الدولارات إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأن يرفع الإنتاج الزراعي بنسبة تفوق 10%، كما ينتظر أن يساهم في رفع معدلات النمو بأكثر من 30% في بعض البلدان بحلول سنة 2030.
وحث رئيس مجلس المستشارين على ضرورة تطوير استراتيجيات وطنية تهدف إلى دعم البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتشييد منظومات ابتكارية قادرة على نقل التكنولوجيا وتوطينها، مشيرا إلى الدور المحوري للبرلمانات في سن سياسات استباقية لاحتضان الثورة التكنولوجية ودعم ريادة الأعمال التكنولوجية، وإنشاء مراكز ابتكار لاستقطاب العقول المبدعة.
وفي سياق حديثه عن التحديات التي تواجه بلدان الجنوب، توقف ولد الرشيد عند العوائق التي تؤثر على أمنها واستقرارها وتنميتها، داعيا إلى استثمار الفرص والإمكانيات المتاحة لهذه الدول عبر تعزيز التعاون البيني على مختلف المستويات.
وفي هذا الإطار شدد رئيس مجلس المستشارين على ضرورة تحرير التجارة البينية عبر تسريع تنفيذ الاتفاقيات التجارية وإزالة العراقيل الجمركية واللوجستية أمام حركة السلع والخدمات، كما دعا إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة من خلال إطلاق مشاريع اقتصادية كبرى في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والصناعات التحويلية والتكنولوجيا الحديثة.
وأكد ولد الرشيد أهمية تنسيق السياسات الاقتصادية والمالية لضمان انسجام الأنظمة النقدية والضريبية بين دول الجنوب، بما يتيح بيئة مواتية للاستثمار العابر للحدود، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة دعم ريادة الأعمال والاقتصاد الرقمي من خلال تحفيز الابتكار، وإنشاء مناطق اقتصادية خاصة لدعم الشركات الناشئة وتعزيز التحول الرقمي باعتباره رافعة للإنتاجية وخلق فرص الشغل.
