العيون الآن.
أكد ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي وزير الخارجية البيروفي السابق أن ميثاق الأمم المتحدة لسنة 1945 يكفل حق الدول في الدفاع عن أراضيها ضد أي تهديدات خارجية، ويحظر المس بسلامتها الإقليمية وأوضح في مقال نشرته صحيفة “إكسبريسو” البيروفية، أن هذا المبدأ يشمل المغرب، مما يعزز حق المملكة في تأمين أقاليمها الجنوبية بالصحراء وفق القوانين الدولية.
وأشار رودريغيز ماكاي إلى أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 لعام 1960، الذي صدر بعد أربع سنوات من استقلال المغرب، أكد في فقرته السادسة على منع أي محاولة تهدف إلى تقويض الوحدة الوطنية أو السلامة الإقليمية للدول، باعتبار ذلك انتهاكا للمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة.
وشدد الدبلوماسي البيروفي على أن هذا القرار يعكس دعما دوليا قويا لسيادة الدول، استنادا إلى مبادئ معاهدة وستفاليا لعام 1648 التي أرست مفهوم سيادة الدولة كعنصر أساسي في القانون الدولي، مما يعني أن المغرب كعضو في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية له حقوق واضحة في الدفاع عن وحدته الترابية.
وأوضح المسؤول البيروفي السابق أن السلامة الإقليمية للدول ليست محل تفاوض، إذ إن الجغرافيا والجيوسياسية لأي بلد تعد أساسا ثابتا مرتبطا بمصلحته الوطنية. وفي هذا السياق استشهد بخطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، حيث أكد الملك المغربي أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، والمعيار الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات الدولية.
وفي إشارة إلى موقف الفقيه القانوني الإسباني أنطونيو ريميرو بروتونس أوضح رودريغيز ماكاي أن القانون الدولي لا يتحدث عن “الاستقلال” بقدر ما يدعو إلى تطوير أنظمة حكم ذاتي تراعي تطلعات الشعوب. وأشاد بمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره حلا عمليا يحافظ على وحدة المملكة الترابية، وهو غير قابل للتفاوض.
يذكر أن دولة البيرو جمدت اعترافها بالكيان الانفصالي في تندوف عقب تعيين ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي وزيرا للخارجية، في خطوة عكست تحولا واضحا في السياسة الخارجية البيروفية تجاه ملف الصحراء المغربية. إلا أن الخلافات التي نشبت مع الرئيس السابق بيدرو كاستيلو بشأن العلاقات مع جبهة البوليساريو أدت إلى استقالة رودريغيز ماكاي من منصبه في العاشر من شتنبر 2022، بعد أسابيع قليلة فقط من تعيينه.