وثيقة استخباراتية سورية تفضح التحالف الإرهابي بين البوليساريو وحزب الله والنظام السوري بدعم جزائري وإيراني

محرر مقالات22 أبريل 2025
وثيقة استخباراتية سورية تفضح التحالف الإرهابي بين البوليساريو وحزب الله والنظام السوري بدعم جزائري وإيراني

العيون الآن.

 

يوسف بوصولة

 

في كشف إعلامي خطير نشره موقع Le360 أطاحت وثيقة استخباراتية سرية صادرة عن نظام بشار الأسد البائد بستار السرية المحيط بالعلاقات المشبوهة بين جبهة البوليساريو الانفصالية وحزب الله اللبناني والنظامين السوري والإيراني، وذلك بدعم وتنسيق مباشر من الجزائر.

الوثيقة التي تعود إلى عام 2012 وتم العثور عليها بين أرشيف المخابرات السورية بعد انهيار النظام، جاءت لتؤكد ما تم التلميح إليه طويلا: أن البوليساريو ليست سوى ذراع متقدمة في تحالف إقليمي غير شرعي يقوم على دعم الإرهاب واستهداف استقرار دول المنطقة وعلى رأسها المغرب.

 

بحسب الوثيقة التي وجهت إلى رئيس الفرع 279 للمخابرات السورية فإن الجزائر لعبت دور الوسيط المباشر لتنظيم تدريبات عسكرية لفصائل تابعة لما يسمى بـ”الجيش الصحراوي” داخل الأراضي السورية، وبإشراف الجيش السوري نفسه. وتشير الوثيقة إلى أن هذه التدريبات كانت مبرمجة في يناير 2012 بمشاركة 120 مقاتلا من البوليساريو، موزعين على أربع مجموعات قتالية.

 

وتكشف الوثيقة أن اجتماعا سريا تم بين ممثل عن الاستخبارات السورية ومحمد عبد العزيز زعيم الجبهة آنذاك، بحضور إبراهيم غالي الزعيم الحالي، وذلك في مقر إقامة الجبهة بمخيمات تندوف لتنسيق تفاصيل الاتفاق الثلاثي بين الجزائر وسوريا والبوليساريو.

 

الأخطر في الوثيقة هو ما كشفته بشأن الاتصالات المباشرة بين قيادة البوليساريو وحزب الله اللبناني، حيث تؤكد أن مسؤولين في الجبهة قاموا برحلة سرية إلى بيروت في ديسمبر 2011 للقاء قياديين من الحزب والتنسيق بشأن التدريبات والمشاركة في عمليات قتالية داخل سوريا. ورغم عدم تمكّنهم من لقاء حسن نصر الله، فإنهم اجتمعوا مع قيادي رفيع في التنظيم في تأكيد إضافي على عمق التنسيق.

 

هذا المعطى يكشف بوضوح عن وجود محور متكامل يجمع البوليساريو، الجزائر، سوريا، حزب الله، وإيران، يقوم على دعم متبادل وتمويل لوجستي وتخطيط عملياتي، في ما وصفته الوثيقة بأنه “تعاون استراتيجي”.

 

المذكرة السرية لم تترك مجالاً للشك في الدور الجزائري، حيث يظهر دعم الجزائر للبوليساريو كأكثر من مجرد دعم دبلوماسي أو سياسي، بل كشراكة عسكرية واستخباراتية مع أنظمة وميليشيات مصنفة إرهابية.

 

وتأتي هذه المعطيات في وقت تتسارع فيه الدعوات الدولية لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، كان أبرزها من طرف النائب البريطاني ليام فوكس والنائب الأمريكي جو ويلسون، الذين اعتبرا أن الجبهة تشكل امتدادا لنفوذ إيران في شمال إفريقيا.

 

صحيفة Washington Post نشرت في عددها الصادر يوم 12 أبريل 2025 أن المئات من مقاتلي البوليساريو يقبعون في سجون داخل سوريا، بعد أن تم تجنيدهم للقتال ضمن قوات النظام السوري، في إطار صفقة ثلاثية جمعت طهران ودمشق والجزائر. هذه المعطيات تعزز من الاتجاه الدولي نحو تصنيف الجبهة كمنظمة إرهابية تشكل تهديدا مباشرا لاستقرار منطقة الساحل والصحراء.

 

هذه الوثيقة ليست سوى أول الغيث ما تخبئه أرشيفات الأسد قد يطيح بالكثير من الأقنعة. ومع هذا الكشف أصبح واضحا أن البوليساريو ليست سوى أداة في محور توسعي عدائي، وأن الجزائر تجاوزت حدود الدعم السياسي إلى التورط الفعلي في دعم الإرهاب العابر للحدود.

 

اليوم باتت الساحة الدولية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالتحرك الفعلي لكبح جماح هذا المحور، ومساءلة الجزائر عن دورها في تحويل تندوف إلى قاعدة خلفية لتجنيد وتمويل وتدريب المقاتلين، ليس فقط ضد المغرب بل في صراعات لا تمت بأي صلة لقضية الصحراء.

الاخبار العاجلة