نفق الربط بين المغرب وإسبانيا.. هل يصبح حقيقة قبل مونديال 2030..؟

مدير الموقع18 ديسمبر 2024
نفق الربط بين المغرب وإسبانيا.. هل يصبح حقيقة قبل مونديال 2030..؟

العيون الآن 

الحافظ ملعين// العيون 

“نفق الربط بين المغرب وإسبانيا.. هل يصبح حقيقة قبل مونديال 2030؟”

عاد الحديث بقوة عن مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، خاصة مع اقتراب موعد تنظيم مونديال 2030 المشترك بين المغرب، إسبانيا، والبرتغال. الفكرة التي ظلت حبيسة الدراسات والتقارير لعقود، قد تشهد تحولا جذريا في ظل الحراك الأخير والتطورات المرتبطة بالمونديال.

يهدف المشروع إلى إنشاء نفق تحت مضيق جبل طارق يربط بين القارتين الإفريقية والأوروبية، ما يتيح تنقل القطارات السريعة بينهما في مدة لا تتجاوز ثلاث ساعات. وقد أثار العرض الترويجي للمونديال تساؤلات حول إمكانية الانتهاء من المشروع قبل موعد البطولة العالمية.

بدأت فكرة الربط القاري لأول مرة عام 1979 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني وملك إسبانيا خوان كارلوس، حيث تم اعداد المشروع خطوة استراتيجية لتعزيز التبادل الثقافي والتجاري بين القارتين. لكن على الرغم من مرور أكثر من أربعة عقود، ظل المشروع يواجه تحديات تقنية واقتصادية وسياسية حالت دون تجسيده.

على مدار السنوات الماضية، أجريت العديد من الدراسات الجيوتقنية لتحديد جدوى المشروع، شملت تحليلات عميقة لقاع البحر وظروفه الجيولوجية. وفي وقت سابق من العام الحالي، أفادت تقارير مغربية عن تقدم ملموس في هذه الدراسات بانتظار اجتماع اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية لتحديد الخطوات المقبلة.

ورغم تأجيل الاجتماع الـ44 للجنة بسبب الانتخابات السياسية في إسبانيا، أكدت مصادر مطلعة أنه سيتم عقده قريبا لتسريع وتيرة العمل. ويتوقع أن تركز المباحثات على التفاصيل التقنية والمالية للمشروع، بالإضافة إلى مناقشة سبل التعاون بين البلدين.

أحد أبرز التطورات كان توقيع الحكومة الإسبانية صفقة لشراء أجهزة قياس الزلازل تحت قاع البحر، في خطوة مهمة لتحليل المخاطر الجيولوجية المرتبطة بالنفق. هذه الصفقة تعد إشارة إيجابية على جدية الجانب الإسباني في دفع المشروع قدمًا.

يحمل مشروع الربط القاري أبعادا استراتيجية واقتصادية كبيرة. فإلى جانب دوره في تسهيل النقل الجماعي والتبادل التجاري بين إفريقيا وأوروبا، سيعزز المشروع من مكانة المغرب وإسبانيا على الخارطة الجيوسياسية للبحر الأبيض المتوسط.

كما يتوقع أن يشكل النفق نقطة عبور رئيسية في شبكة النقل الدولية، مما يفتح المجال أمام استثمارات ضخمة ويخلق فرص عمل واسعة. علاوة على ذلك، فإن الربط القاري سيتيح للمسافرين والتجار الوصول بسهولة بين ضفتي البحر المتوسط، مما يدعم السياحة والتجارة الثنائية.

الحديث عن إتمام المشروع قبل مونديال 2030 ليس مجرد تكهنات. فقد أشار خبراء إلى أن المونديال يمثل فرصة استثنائية لتسريع وتيرة العمل، حيث يتوقع أن يكون الربط القاري من أبرز نقاط القوة اللوجستية للبطولة.

ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة. أبرزها التمويل اللازم لإنجاز المشروع، بالإضافة إلى التغلب على العقبات التقنية المرتبطة بجيولوجيا قاع البحر. لكن دعم الحكومتين المغربية والإسبانية، بالإضافة إلى الاهتمام الدولي بالمشروع، قد يسهم في تحقيقه.

يعقد المراقبون آمالا كبيرة على الاجتماع المقبل للجنة المغربية الإسبانية المشتركة، والذي سيكون حاسما في تحديد الخطوات القادمة. يتوقع أن يتضمن الاجتماع مناقشة جداول زمنية واضحة وخطط عملية تضمن بدء التنفيذ الفعلي.

إذا تحقق المشروع، فإنه سيكون الأول من نوعه في العالم العربي وإفريقيا، ليشكل بذلك معلما هندسيا وتاريخيا يجسد التعاون بين ضفتي المتوسط. كما سيضع المغرب وإسبانيا في صدارة الدول الرائدة في مجال الربط القاري.

بين التفاؤل والحذر، يبدو أن مشروع الربط بين المغرب وإسبانيا قد يتجاوز كونه حلما ليصبح واقعا ملموسا. ومع اقتراب مونديال 2030، قد نشهد تحولا في مسار هذا المشروع الطموح، ليكون جسرا بين قارتين وثقافتين.

الاخبار العاجلة