ندوة وطنية بالعيون تسلط الضوء على أبعاد نزاع الصحراء المغربية من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل..

مدير الموقع21 يونيو 2025
ندوة وطنية بالعيون تسلط الضوء على أبعاد نزاع الصحراء المغربية من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل..

العيون الآن 

يوسف بوصولة _ العيون

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شهدت مدينة العيون تنظيم ندوة وطنية تحت شعار «من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل»، على هامش المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين المغرب ودول سيماك. افتتحت أشغال الجلسة الموضوعاتية الأولى للندوة بعنوان «البعد التاريخي والسياسي للنزاع» بمشاركة نخبة من الأكاديميين والفاعلين السياسيين وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية وممثلي المجتمع المدني.

استهل السيد عبد الصمد بلكبير مداخلته بالتأكيد على أن شرعية مغربية الصحراء تاريخية وجغرافية متجذرة، مستحضرا المسيرة الخضراء كمشروع استراتيجي أطلقه المغفور له الحسن الثاني وأكمله جلالة الملك محمد السادس برؤية تنموية شاملة. وأشار بلكبير إلى أبعاد النزاع الدولية، مبرزاً دور الولايات المتحدة الأمريكية التي ساهمت تاريخياً في رسم ملامح النزاع ثم أصبحت اليوم من مصلحتها إيجاد تسوية عادلة من خلال دعم مبادرة الحكم الذاتي.

من جانبه سلّط السيد حسن عبد الخالق الضوء على السياق الدولي والإفريقي الذي أطر النزاع منذ حقبة الحرب الباردة، مذكّرا بأن المغرب، بقيادة الحسن الثاني، دافع عن وحدة ترابه رغم تحديات ميزان القوى الدولية، ليواصل في عهد جلالة الملك محمد السادس ترسيخ مقترح الحكم الذاتي كخيار واقعي وجدي حاز إشادة الأمم المتحدة والدول الصديقة. أكد عبد الخالق أن الدبلوماسية المغربية نجحت في نقل الملف إلى الأمم المتحدة وإفشال مناورات الانفصال، لتصبح مبادرة الحكم الذاتي حجر الأساس لتسوية سياسية دائمة.

أما السيد سيدي حسنا الإدريسي استعرض بالدليل التاريخي الروابط الشرعية للقبائل الصحراوية بالدولة المغربية منذ قرون، مبرزا بيعة شيوخ وأعيان الصحراء لسلاطين وملوك المغرب على مرّ الزمن، ومشددا على استمرار هذه البيعة حتى اليوم، تجسيدا لعمق الانتماء للمملكة ورفض أي مشروع انفصالي. وأكد الإدريسي أن مبادرة الحكم الذاتي ليست سوى استجابة طبيعية لمطالب الساكنة، ضامنة لهم مشاركة فعلية في تدبير شؤونهم ضمن إطار السيادة المغربية.

شدّدت المداخلات على المكاسب التنموية والاجتماعية التي تحققت بالأقاليم الجنوبية منذ استرجاعها، من بنى تحتية ومؤسسات تعليمية وصحية وفرص شغل ساهمت في تحسين ظروف العيش، فضلا عن تقوية التمثيل الديمقراطي لأبناء المنطقة داخل مؤسسات الدولة المغربية. وناشد المتدخلون المنتظم الدولي دعم مبادرة الحكم الذاتي لإنهاء المعاناة التي طال أمدها بسبب افتعال النزاع، وفتح الباب أمام لمّ شمل العائلات وتكريس الاستقرار والتعاون الإقليمي.

أجمع المشاركون على أن مغربية الصحراء حقيقة تاريخية راسخة مؤطرة ببيعة دينية وروابط اجتماعية متجذرة، وأكدوا أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي السبيل الواقعي والعادل لإنهاء النزاع المفتعل بما يُعزز الأمن والاستقرار الإقليميين ويتيح لسكان المنطقة المساهمة الفعّالة في التنمية المستدامة.

الاخبار العاجلة