ناجون من جحيم “البوليساريو” يكشفون فظائع التعذيب في سجون تندوف

محرر مقالات15 فبراير 2025
ناجون من جحيم “البوليساريو” يكشفون فظائع التعذيب في سجون تندوف

العيون الأن.

يوسف بوصولة / العيون.

قدم محتجزون سابقون بسجون “البوليساريو” بتندوف اليوم الجمعة بالرباط شهادات مؤلمة حول المعاناة القاسية والانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها خلال فترة احتجازهم، في ظروف لاإنسانية تنتهك المواثيق الدولية.

 

وخلال لقاء حقوقي نظمه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتنسيق مع الائتلاف الصحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرشيد بتندوف، كشف الضحايا عن الممارسات الوحشية التي تعرضوا لها مؤكدين أن هذه التجاوزات لم تكن مجرد حوادث معزولة، بل كانت جزءا من سياسة ممنهجة تجري برعاية جزائرية واضحة، تاركة آثارا نفسية واجتماعية دائمة على الضحايا وعائلاتهم.

 

أكد أحمد محمد الخر رئيس الائتلاف الصحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرشيد، الذي قضى 14 عاما في سجون البوليساريو، منها 10 سنوات في زنزانة انفرادية، أنه تعرض لأبشع أنواع التعذيب مستعرضا صورا مأساوية من التنكيل والإعدام الجماعي، وحرق الجثث، واقتلاع الأسنان، والتعذيب الجسدي والنفسي.

 

وأشار الخر الذي كان من مؤسسي جبهة “البوليساريو” قبل أن يتراجع عن أطروحتها الانفصالية إلى حادثة إعدام رجل أمام أسرته، ثم فصل أطفاله عن والدتهم قبل قتلها بدم بارد، مشددا على أن ما يحدث داخل مخيمات تندوف هو انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية.

 

أما عبد الله اليمني أحد ضحايا هذه الانتهاكات، فقد روى تفاصيل اختطافه بين أكادير وطاطا على يد عناصر “البوليساريو”، ليجد نفسه معتقلا في سجن الرشيد لمدة 24 سنة. واستذكر بحزن اللحظة التي تلقى فيها أول رسالة بعد 16 عاما من الاعتقال تفيد بوفاة والديه، مؤكدا أن النظام الجزائري يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم والانتهاكات.

 

في كلمته خلال اللقاء أكد إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الحزب سيظل في طليعة القوى المدافعة عن حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالانتهاكات الخطيرة في سجون البوليساريو مشيرا إلى أن هذا التنظيم الانفصالي ليس سوى أداة لتنفيذ أجندات السلطة الحاكمة في الجزائر.

 

وأوضح لشكر أن سجن الرشيد بتندوف يشكل نموذجا فريدا من أساليب التعذيب الجسدي والنفسي، وفقا للشهادات والتقارير الحقوقية، داعيا إلى مزيد من الجهود لكشف هذه الجرائم على الصعيد الدولي.

 

تخلل اللقاء معرض للصور يوثق انتهاكات حقوق الإنسان في سجون تندوف إلى جانب عرض الفيلم الوثائقي “أم الشكاك”، الذي يستعرض جزءا مهما من التاريخ المغربي، ويسلط الضوء على عمق الروابط بين الصحراويين ووطنهم المغرب.

 

دعا المشاركون إلى مواصلة الجهود الحقوقية والدبلوماسية لكشف الانتهاكات التي ترتكبها “البوليساريو” برعاية جزائرية، وإيصال شهادات الضحايا إلى الهيئات الدولية، لضمان عدم إفلات المسؤولين عن هذه الجرائم من المحاسبة.

Breaking News